سيادة الرئيس،
زيارتكم التفقدية المرتقبة للولايات فرصة تاريخية لكشف الحقائق المغيبة، والتي حجبها عنكم منسقو المشاريع والوزراء ورجال الأعمال، الذين اعتادوا تجميل المشهد وتضليلكم.
الولاة والسلطات الإدارية مطالبون بالكف عن الانتهازية واستلام الرشاوى لإخفاء الواقع. محاولاتهم لعرقلة المواطنين أصحاب كلمة الحق ومنعهم من لقائكم هي محاولات يائسة لإبقاء الظلم سائدًا.
منذ تولي الفريق محمد فال الرايس قيادة الجيوش العامة، شهدت المؤسسة العسكرية نقلة نوعية حقيقية. لم تعد الترقيات تُمنح بالنفوذ، بل أصبحت قائمة على معايير واضحة: الكفاءة، والخبرة، والنزاهة، وحرص الضابط على رفع معنويات جنوده.
هذا النهج أعاد الاعتبار للعمل الجاد والولاء للوطن، ورفع من مستوى الاحترافية في كل ربوع الجيش. إنه يفتح آفاقًا واسعة لتطوير قدرات جيشنا الوطني وتعزيز دوره في الدفاع عن حوزة البلاد.
الحزب (نحن في الأغلبية) ورئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني بحاجة إلى شخص يفهم في التعامل مع جميع مكونات الشعب الموريتاني، من عرب بجميع أطيافهم وزنوج بمكوناتهم المختلفة. نحتاج إلى شخص فصيح ومقنع، إطار مستقيم وحكيم.
في زمن قلّ فيه الرجال الصادقون، يبرز اسم الشيخ بايه كشخصية وطنية استثنائية تذكرنا بقيم النبلاء والأوفياء.
رئيس الجمعية الوطنية السابق لم يكن مجرد سياسي، بل كان: أباً للفقراء والمرضى - داعماً للشباب والطلاب -راعياً للكفاءات والعقول -أباً روحياً للعمد الموريتانيين
بعد متأملٍ لواقع مؤسساتنا الوطنية ومكوناتها البشرية، يطالعنا مشهدٌ يستدعي وقفة جادة وتأملاً عميقاً. لقد بات جلياً أن معضلة التوظيف القائمة على الوساطة والمحسوبية في العقود المماضية قد أفرزت جيلاً من المنتسبين - في المدنية والعسكرية على حد سواء - يفتقر الكثير منهم إلى ركيزتي الكفاءة والخبرة الحقيقية.
القانون هو الحامي الوحيد للوطن من الخطابات المتطرفة والإبتزازية. يجب أن يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات، ويكون الرادع العادل لمن يعبث بتماسك نسيجنا المجتمعي.
موريتانيا للجميع، لكنها لمن يحترم عقدها الاجتماعي ويقف مع دولة القانون والمؤسسات. من واجب الدولة أن تجسد هذا المبدأ وتحارب كل أشكال الإنتماءات القبلية الضيقة التي تهدد وحدتنا، وتتصدى لمحاولات الإلتفاف على خطاب "وا دان" الجامع الذي مثل إرادة الشعب.
في مسيرتكم المباركة، أصبحت المؤسسة العسكرية مثالاً يُحتذى في الشفافية والعدل. تحويلات الضباط وضباط الصف وضعت الكفؤين أينما يجب أن يكونوا: على خط التماس، دليلاً على أن القيادة الحقة تُبنى بالجدارة والاصطفاف في الميدان.
بفضل رؤيتكم، ساد الإنصاف:
· ضُبِطت مصادر الترقي والتقاعد، وسُوِّيت الحقوق المادية والمعنوية.
· قدِّرَت الكفاءة والخبرة والجدية، وطُبِّقت شفافية الامتحانات بصرامة لم تستثنِ أحداً.
شكراً للأستاذ سيدي محمد محم، الرجل الذي لا يعرف سوى لغة العمل والإنجاز. بفضل تسييره المعقلن، شهد ميناؤنا الوطني قفزة نوعية حقيقية.
من معدات كانت تؤجر فأصبحت ملكاً للوطن، إلى سفن دولية تتجه إلينا بسبب الخدمة المتطورة، إلى تحسين أوضاع جميع الموظفين. إنجاز رأيناه بأعيننا، لا مجرد وعود.
هذا الرجل الوطني، الخبير، المتواضع، والمحترم من جميع الجهات، هو من الرجال النادرين الذين يبنون ويثبتون أن الإخلاص في العمل هو أعظم بصمة.
بكل التقدير والإعجاب، يُذكر الأستاذ سيدي محمد محم، ذلك الرجل الموسوعي الذي يجمع حكمة المخضرمين وصدق الوطنيين. بعقله المتوهّف وعلمه الواسع، يلمُ بأدق تفاصيل مجتمعنا، من شماله إلى جنوبه، من كل أعراقه وثقافاته.
نصيحته ناصعة كالشمس، خالية من الأغراض، تقدّر الإنسان لمجرّد كونه إنسانًا. بحكمته التي تشتدّ بها الحاجة في هذه الأوقات، وبفهمه العميق للسياسات محليًا ودوليًا، هو الجسر الذي يربط بين جميع الأطياف.
في وزارة يُفترض أن تكون حصناً للصحة الحيوانية والثروة الوطنية، يتحول المعيار من "الكفاءة" و"الخبرة" إلى "المحسوبية" و"الولاء للوبيات".
