النص الكامل لخطاب الرئيس ولد الغزواني في قمة تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بنيروبي

شارك صباح اليوم رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،  صباح اليوم الاثنين بالعاصمة الكينية نيروبي في أشغال قمة رؤساء الدول الافريقية و المؤسسة الدولية للتنمية، حيث ألقى خطابا هاما أكد فيه أن إفريقيا تحتاج بالتأكيد إلى إعادة تشكيل الموارد التمويلية للمؤسسة الدولية للتنمية IDA المعروفة بقروضها المسيرة، وذلك بشكل قوي من أجل مساعدة البلدان الافريقية على تحويل إمكاناتها الهائلة، إلى تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة ينهض بها نمو قوي، وقادرة على توليد قيمة مضافة قوية وخلق فرص عمل عريضة للشباب الافريقي.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الاتحاد الإفريقي في كلمته صباح اليوم الاثنين لدى افتتاح قمة رؤساء الدول الإفريقية و المؤسسة الدولية للتنمية، المنعقدة بالعاصمة الكينية نيروبي، أن هذه القمة تأتي في سياق قاري ودولي صعب، يتسم بأزمات متعددة الأوجه.
وقال فخامة رئيس الجمهورية إن استمرار تفاقم الصدمات المناخية، والأزمات الأمنية والسياسية والإرهاب والصراعات المسلحة في إفريقيا وأوكرانيا والشرق الأوسط، يخلق تأثيرا سلبيا عميقا على الاقتصاد العالمي، وخاصة في إفريقيا؛ كما يخلف عواقب وخيمة على الظروف المعيشية لمئات ملايين الأسر في العديد من البلدان الفقيرة. وأضاف فخامة رئيس الجمهورية أن القضاء على الفقر والجوع بحلول عام 2030، والذي كان ممكنا خلال إطلاق أجندة التنمية المستدامة، أصبح تحقيقه حاليا بعيد المنال بالنسبة لمعظم البلدان الإفريقية، معتبرا أن البنك الإفريقي للتنمية يقدر احتياجات التمويل الإضافية للبنية التحتية التنموية في إفريقيا بما يتراوح بين 68 و100 مليار دولار سنويا، في حين تقدر احتياجات التمويل الإضافية اللازمة لإفريقيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بنحو 190 مليار دولار سنويا، مؤكدا أن هذه الظروف، تتطلب الحاجة الملحة إلى تجديد طموح وقوي للموارد التمويلية للمؤسسة الدولية للتنمية، في دورتها الحادية والعشرين.
وقال فخامة رئيس الجمهورية إنه من أجل تحقيق التنمية، ستحتاج أفريقيا إلى موارد هائلة من التمويل الخاص والتمويل الأجنبي المباشر، معربا عن دعمه القوي للإصلاح الذي بدأه رئيس البنك الدولي، الهادف إلى بناء بنك دولي أكبر وأقوى وأكثر كفاءة، تشارك فيه مختلف الفروع العامة والخاصة، مرحبا  بتعاون رئيس البنك الدولي مع رئيس البنك الافريقي للتنمية، خصوصا في مجال الطاقة، معربا عن أمله في أن يمتد هذا التعاون إلى قطاعات أخرى ويشمل بنوك التنمية المتعددة الأطراف الأخرى.
وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن المؤسسة الدولية للتنمية، تلعب دورا منفردا في تمويل التنمية في افريقيا، و تعمل في 39 بلدا، واستفاد من تمويلها 1.5 مليار فقير، داعيا إلى تعزيز هذا الدور ، خصوصا في ظل مواجهة التحديات الكبرى المتمثلة في التغير المناخي، معتبرا أن تكلفة التقاعس عن مواجهة هذه التحديات ستكون باهظة في كل النواحي، داعيا إلى العمل  معا لتكون افريقيا على مسار النمو السريع والشامل والمستدام.
وهذا نص كلمة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي في قمة تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بنيروبي، 28-29 أبريل 2024:
"فخامة الدكتور ويليام ساموي روتو، رئيس جمهورية كينيا،
- أصحاب المعالي رؤساء الدول والحكومات،
- معالي السيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة،
-سعادة السيد موسى محمد فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،
- السيد أجاي بانغا، رئيس مجموعة البنك الدولي،
- السيد أكينوومي أديسينا، رئيس البنك الافريقي للتنمية،
- السادة والسيدات ممثلو الجهات المانحة للمؤسسة الدولية للتنمية والمؤسسات المالية،
- السيدات والسادة،
أود في البداية أن أعرب لأخي وصديقي فخامة الدكتور ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، عن شكري، ومن خلاله لحكومة كينيا الشقيقة وشعبها، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأن أهنئه بحرارة على التنظيم المثالي لقمة المؤسسة الدولية للتنمية وأفريقيا، وهي خطوة حاسمة في عملية تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية في دورتها الـ21.
وأود أيضا أن أعرب عن خالص شكري لرئيس البنك الدولي، السيد أجاي بانغا، على قيادته والتزامه تجاه أفريقيا، وشكري الصادق، بالأصالة عني وبالنيابة عن الاتحاد الإفريقي، لجميع المانحين والأطراف الداعمة في المؤسسة الإنمائية الدولية على سخائهم ودعمهم الثابت.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
تجري عملية تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية الـ21 في سياق قاري ودولي صعب للغاية، يتسم بقوة بأزمات متعددة الأوجه، وجائحة كورونا، واستمرار تفاقم الصدمات المناخية والأزمات الأمنية والسياسية والإرهاب والصراعات المسلحة في أفريقيا وأوكرانيا والشرق الأوسط وفي كل مكان آخر تقريبا.
إن هذه الأزمات والصراعات، إلى جانب المآسي الإنسانية التي تنجر عنها، لها تأثير سلبي وعميق على الاقتصاد في العالم، ولا سيما في أفريقيا، من خلال آثارها الناجمة عن تعطيل سلاسل التوريد وتفاقم أزمة الطاقة وانعدام الأمن الغذائي. ونتيجة لذلك، كان لها تأثير هائل على الحياة المعيشية لمئات الملايين من الأسر في البلدان منخفضة الدخل في أفريقيا وحول العالم، وهي أكبر البلدان المتعاملة مع المؤسسة.
كما أن القضاء على الفقر والجوع بحلول عام 2030، والذي بدا ممكنا في وقت إطلاق خطة التنمية المستدامة، أصبح الآن بعيد المنال بالنسبة لمعظم البلدان الأفريقية، وبالمثل، فإن حصول الجميع على مياه الشرب والمرافق الصحية والكهرباء يشكل أيضا تحديا صعبا.
وقد قدر البنك الافريقي للتنمية احتياجات التمويل الإضافية للبنية التحتية التنموية بما يتراوح بين 68 مليار دولار و100 مليار دولار سنويا، في حين قدرت احتياجات التمويل الإضافية لأفريقيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بنحو 190 مليار دولار سنويا.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
يبين الجدول الموجز لاحتياجات التمويل، إذا كانت هناك حاجة إلى أي احتياجات، الحاجة الملحة إلى تجديد طموح وقوي لموارد المؤسسة الدولية للتنمية في دورتها الـ 21، في وقت يواجه فيه العديد من بلداننا التزامات وقيودا متعددة كخدمة الديون، والصدمات المناخية، والصراعات، وتدفق اللاجئين.
ولتمويل تنميتنا، وانطلاقا من أن موارد المؤسسة الدولية للتنمية وحدها لن تكون كافية، سنحتاج إلى موارد ضخمة وتمويل خاص وتمويل أجنبي مباشر، وسنحتاج إلى خفض تكاليف التمويل الرأسمالي من خلال مزيج مناسب من الموارد الميسرة وتمويل تكاليف السوق.
ولهذا السبب أود أن أعرب عن تأييدي القوي للإصلاح الذي بدأه الرئيس أجاي بانغا، بغية بناء بنك دولي أكبر وأقوى وأكثر فعالية، بنك دولي تعمل فيه مختلف الفروع العامة والخاصة في تآزر.
وأود أيضا أن أشيد بجهوده الرامية إلى تقليص أوقات إعداد المشاريع وتبسيط إجراءات الموافقة والتنفيذ.
وأرحب بالتعاون المعزز مع رئيس البنك الافريقي للتنمية، أخي الرئيس أديسينا، ولا سيما في المجال الحاسم المتمثل في الحصول على الطاقة، وأعرب عن أملي في أن يمتد هذا التعاون إلى قطاعات أخرى وأن يشمل مصارف التنمية المتعددة الأطراف الأخرى.
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
تضطلع المؤسسة الدولية للتنمية بدور فريد في تمويل التنمية في أفريقيا، حيث تعمل في 39 بلدا، وعلى مر السنين، حيث استفاد 1.5 مليار فقير من تمويل المؤسسة الدولية للتنمية، بما في ذلك عدد كبير من إخواننا الأفارقة.
ولا بد من تعزيز هذا الدور ونحن نواجه التحديات الرئيسية لتغير المناخ. ولهذا السبب أكرر، بالنيابة عن الاتحاد الأفريقي وأصالة عن نفسي، شكري للبلدان المانحة للمؤسسة الدولية للتنمية على سخائها، وأدعو إلى تجديد موارد المؤسسة بشكل طموح وقوي لمواجهة تحديات عصرنا.
وستكون تكلفة التقاعس عن العمل باهظة من حيث الضعف والهشاشة، وفقدان الأرواح البشرية، وسنوات من التعليم وفرص التنمية وكذلك من حيث هدر موردنا الرئيسي وضياع شبابنا وتدهورنا البيئي.
ويمكننا تجنب مثل هذا السيناريو بوضع أفريقيا على طريق النمو السريع والشامل والمستدام، وللقيام بذلك لدينا الكثير من الأصول، بدءا من مواردنا البشرية وموارد رأس مالنا الطبيعي.
ومن أجل مساعدتنا على تحويل إمكاناتنا الهائلة إلى تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة مدفوعة بالنمو القوي والقيمة المضافة العالية وفرص العمل، نحتاج بشكل عاجل إلى تجديد قوي لموارد المؤسسة الدولية للتنمية.
واقتناعا مني بأن مؤتمر قمتنا الحالي سيسهم إسهاما كبيرا في تحقيق ذلك الهدف، أتمنى لأعماله كل النجاح والتوفيق.
أشكركم".
ويشارك في هذه القمة بالإضافة  إلى صاحب الفخامة عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية ورئيس مجموعة البنك الدولي ولفيف من المسؤلين الدوليين، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات المجتمع المدني والجمعيات الشبابية المهتمة بالتنمية في إفريقيا.
وتعتبر المؤسسة الدولية للتنمية، التي أنشئت عام 1960،  من أكبر وأهم مقدمي المنح والقروض منخفضة الفائدة الهادفة إلى دعم الاستثمار وتحسين الظروف المعيشية، فضلا عن العمل على إيجاد مجتمعات أكثر ازدهارا خاصة في القارة الإفريقية التي تمثل محور إهتمام المؤسسة.
كما حضر القمة وفد بلادنا المرافق لفخامة رئيس الجمهورية والذي يضم كلا من السادة:
-المختار ولد أجاي، الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية؛
-عبد السلام ولد محمد صالح وزير  الاقتصاد والتنمية المستدامة
-خديجة أمبارك فال، سفيرة موريتانيا بكينيا
-هارون اتراورى، مكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية
-أحمد سالم محمد الفاظل، مكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية 
سيد احمد ولد ابوه، مستشار برئاسة الجمهورية
الحسن ولد أحمد، المدير العام لتشريفات الدولية
 

29 April 2024