الاتجاه نحو الدفع الإلكتروني في موريتانيا.

شهدت موريتانيا خلال العام الماضي تحولات كبيرة في مجال الاتجاه إلى الخدمات المالية الرقمية بداية، دعونا نتحدث عن اتجاه المستهلكين نحو استخدام الهواتف المحمولة كوسيلة للدفع، حيث توفر تقنية الدفع الإلكتروني المحمول أدوات سهلة وآمنة للدفع، مما يجعلها بديلا شائعا للنقود الورقية والعملات المعدنية.

بالإضافة إلى أنها تسهل على المستخدمين القيام بالدفعات الصغيرة، وتتيح لهم إجراء عمليات الشراء بسهولة وسرعة كبيرة كما أنه من الواضح أن أهم العناصر التي تميز هذا العصر، هو انتشار شبكة الإنترنت وهذا سبب من أسباب التطور التكنولوجي مما أدى إلى دعم التجارة الإلكترونية، والاستفادة من موارد المعلومات اللانهائية التي تنتجها الإنترنت من خلال تقنية التنقيب عن البيانات، ومع ظهور التجارة الإلكترونية وتطورها أصبحت وسائل الدفع تمثل حجر الزاوية في هذا المجال والتي بدونها يتهدم كل هذا التطور ولهذا نتساءل: ما هي هذه النظم؟

/ آلية عمل النقود الإلكترونية: في الواقع أن حياة النقود الإلكترونية تمر بثلاث مراحل:

1. الإصدار لصالح صاحب البطاقة.

2. الانتقال من صاحب البطاقة إلى طرف ثالث كالبائع الذي انتقلت إليه النقود الإلكترونية.

3. تدمير النقود الإلكترونية عن طريق قيام الطرف الثالث باستردادها عن طريق نقود تقليدية من المصدر.

نأخذ مثلا الشراء باستعمال النقد الإلكتروني، حيث تنقسم عملية الشراء باستعمال النقد الإلكتروني إلى مرحلتين تتم كل مرحلة على أربع خطوات: المرحلة الأولى: السابقة لعملية الشراء:

– يقوم المشتري باقتناء النقد الإلكتروني من أحد البنوك المصدرة بالقدر الكافي لاحتياجاتها وتكون على شكل وحدات صغيرة جدا.

– اقتناء برنامج خاص بإدارة النقد الإلكتروني وهو برنامج مجاني يتم الحصول عليه من شركة، (Cyber Cash) الذي يحمي البرنامج من المحو أو النسخ، ويعمل على حساب الأرصدة في ضوء عمليات اقتناء النقد الإلكتروني.

– يجب على البائع أن يشترك في أحد البنوك التي تتعامل في النقد الإلكتروني، وهذه البنوك تعمل عبر شبكة الإنترنت.

– الخطوة الأخيرة تتضمن حصول البائع على برنامج خاص لإدارة النقد الإلكتروني، هذا البرنامج مجاني، كذلك يحصل عليه من نفس الشركة، ويعمل هذا البرنامج على تسجيل المتحصلات من البائع وإضافتها إلى رصيده كما يقوم بالسيطرة على عملية تحويل الأرصدة من نقدي إلكتروني إلى نقدي حقيقي.

المرحلة الثانية: عملية الشراء:

بعد الخطوات المتعلقة بعمليات إدارة النقد إلكتروني تأتي الخطوات المتعلقة بعملية الشراء وتبدأ بعد قيام المشتري بتصفح مقر البائع واختيار السلع والتعرف على أسعارها.

خلال هذه المرحلة يقوم المشتري باتخاذ قرار الدفع من خلال النقود الإلكترونية، بالقيمة المطلوبة فيقوم البرنامج الإداري للنقد بما يلي:

– اختيار الرصيد بإمكانية السماح بالسداد أو عدمه.

– إذا كان الرصيد يسمح بالسداد فيقوم البرنامج باختيار وحدات النقد التي سيقوم الدفع بها، حيث يتم تحديد هذه الوحدات بالقيم الخاص لكل وحدة في كشف خاص لإرساله إلى البائع عن طريق البنك المصدر.

– يتلقى البنك كشف الدفع للمشتري، ويتأكد من صحة النقود الإلكترونية بطرق التأكد المختلفة (صحة الأرقام الخاصة بوحدات النقد الإلكتروني)، يتم إرسال وحدات النقد الإلكتروني للبائع.

– يتلقى برنامج إدارة النقد الإلكتروني للبائع كشف العملات الإلكترونية الموقعة من البنك ويقوم بإضافة وحدات النقد الجديدة بأرقامها وعلامات التأمين الخاصة بها إلى خزانة البائع الرقمية.

– يقوم برنامج إدارة النقد الإلكتروني للبائع بإخبار المشتري بتمام عملية السداد ثم يقوم نظام النقد الإلكتروني للمشتري بمحو هذه الوحدات المخصصة لهذا الكشف من مخصصات المشتري بصورة نهائية.

وفي الأخيرأري بأن تحليل البيانات الضخمة ومعرفة اتجاهات الأسواق، أساس نجاح التجارة الإلكترونية ومعرفة ما الذي يجذب المستهلكين وما الذي يشجعهم على التسوق أكثر إلكترونيا مهم جدا في هذا الإطار، ففي الدول المتقدمة لا يهتم المتسوقون برموز الخصم بنسبة كبيرة، بل يعطون أولوية أكبر للحصول على تسوق مرفق بخدمة الشحن المجاني، كما أن فهم رغبات المتسوقين وتلبية انتظاراتهم، وكذلك انتعاش شركات التوصيل يحسن كثيرا من الاعتماد على التسوق عن بعد.

د/ ختار الشيباني

أستاذ الاقتصاد بجامعة انواكشوط

 

 

17 November 2023