هكذا يمشي معالي الوزير المختار ولد اجاي فوق رؤوس الثعابين

د. زين العابدين سيدي

في كل مرة يخرج الرجل منتصرا رغم الفخاخ والأشواك المزروعة في طريقه، دون كبير مشقة، أو عناء، ثم هو بعد كل تجربة مريرة لا يستريح من وعثائها إلا ليبدأ أخرى، وكأنما استهوته لعبة المشي على رؤوس الثعابين، ترى ما الذي يَحُوزُه الرجل ويراهن عليه في كل تجاربه، أهو قوى غيبية تمدُّه بِطاقة تتحطم عليها كل الصعاب؟ أم هي صفات ومواهب حَبَاه الله بها تلين لها القاسية قلوبُهم؟ أم هي معرفة مسالك ومسائل الطالبين؟

 

لا أستطيع أن أقَدِّرَ أَيًّا من ذلك ولو أنني دُعِيت للإجابة لقلت: "هو كل ذلك".

 

استطاع هذا الرجل بحكمة بالغة وعقل راجح، وصبر يلين له الحجر المزاوجة بين مقاصد الخاصة والعامة، بين متطلبات الرؤساء، والمرؤوسين، بين القمة والقاعدة، بين السلطة والشعب.

 

فإذا ما أتيحت لك فرصة متابعة الرجل وهو يزاول مهامه الرسمية لاحظت جدا واجتهادا وإخلاصا منقطع النظير، وسعيا دؤوبا نحو تحقيق الأهداف المتوخاة وفق رؤية وخطة استراتيجية واضحة، دون الخروج على الأعراف الوظيفية والقوانين العامة المرعية. ثم إذا تهيأت لك فرصة النزول معه إلى القاعدة حسبت كل همِّه هو إسداء المعروف للضعيف وذي الحاجة، والقاصد الملهوف، والعاني المكروب، ولا عجب إن رأيتهم كلما أتيحت لهم لُقْيَاه يُلْقُون إليه بهمومهم وحاجاتهم، فما يكون منه إلا أن يرد عليهم واحدا واحدا باسمه: "يا فلان أبشرْ".

 

والعجب كل العجب أنه يزور كل قرى وأحراش ولاية البراكنة وأثناء خطاباته ينادي هذا باسمه، وذاك بصفته أو لقبه، وكأنه الابن البار، وإن شئت قلتَ الوالد الحاني على عياله الذي يريد أن يُشعر كل واحد منهم أنه يُوسُفُه.

 

وقس على ذلك حاله مع جميع العمال الذين عملوا تحت إمْرته سواء في الوزارة أو الإدارات التي تولى تسييرها.

 

فلا عجب بعد كل ذلك أن يتخطى الرجل كل الوِهاد التي حُفِرَتْ له مرفوع الرأس ناصع الكف، تلتف حوله الجموع، ويلتقي عند ناديه الخواص والعوام.

 

لم يأت الرجل إِدًّا، ولم يقل منكرا من القول وزورا، يستحق كل هذه التعليقات والمقالات المتحاملة التي تعجُّ بها وسائل التواصل الاجتماعي تعليقا على فكرة مِن لدنه مؤداها أن على المعنيين الخروج من المنطقة الرمادية، فإما أن يكونوا إنصافيين بحق أو انفصاليين بحق... فلا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار...

 

د. زين العابدين سيدي

17 April 2023