تظل الدول والمجتمعات الاقوى والاكثر نفوذا في العالم

تتنافس دول العالم ومجتمعاته على صناعة الاسماء وتلميعها، وينجح بعضها بتسويق مصادره البشرية والاستفادة القصوى من صورتها ومكانتها، وتعمل على ذلك مؤسسات إعلامية وهيئات علمية وديبلوماسية وسياسية (رسمية وشعبية)، وبكلفة باهظة في غالب الاحيان، ويتميز المصريون من بين كل العرب في هذا المجال، وتغطي نجاحاتهم في صناعة الاسماء الكبيرة كل ميادين العلم والفن والادب والثقافة والسياسة والاقتصاد، وبفضل هذه السياسات هيمن المصريون بأسماء كبيرة كل في مجاله من امثال القرضاوي، الشعراوي، البرادعي، بطرس غالي، عمرو موسى، نجيب محفوظ، حسنين هيكل، أم كلثوم، عمر الشريف، وغيرهم.

بينما نعمل نحن جاهدين على تحطيم الاسماء القليلة التي تنتمي لهذا البلد، والتي صنعت نجاحا ظل في غالباً بجهود ذاتية صرفة.

وللمرء أن يتساءل مالذي يملكه القرضاوي أو الشعراوي من علوم شرعية مما لا يحوزه ولد بيّه أو حمداً ولد التاه أو غيرهما من فطاحلة علماء البلد ومفكريه ؟ وما الذي يتميز به بطرس غالي أو عمر موسى عن ديبلوماسيين موريتانيين من امثال أحمدو ولد عبد الله أو حسن لبات وغيرهما؟

هذا على المستوى العربي، وعلى المستوى الإفريقي فالمثال السينغالي يعتبر الاقرب بدءا بالرئيس سينگور الذي تم تلميع نجمه كاتبا ومفكرا وعضوا بالأكاديمية الفرنسية أكثر مما لُمّع رئيساً، والرئيس عبدو ديوف الذي تولى رئاسة الفرانكفونية الدولية وبكفاءات علمية محدودة، وكذا الراحل آمادو مختار امبو الذي كان المدير الأكثر شهرة للأونيسكو وهو مجرد معلم بالمدرسة الإبتدائية، والشيخ إبراهيم انياس الذي ظل الأوسع انتشارا والأكبر صيتا من بين كل العلماء ومشايخ التصوف الأفارقة.

لذلك تظل الدول والمجتمعات الاقوى والاكثر نفوذا في العالم هي تلك الاقدر على صناعة التميز وتصدير المميزين.

 

من صفحة الوزير السابق سيد محمد ولد محم

3 May 2022