الرئيس ولد الغزواني يدشن مقر الوكالة الجهوية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في نواذيبو

دشن فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الثلاثاء بمدينة انواذيبو، مقر الوكالة الجهوية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني.
وقام فخامة رئيس الجمهورية بجولة داخل مختلف أجنحة المقر، حيث اطلع على مكوناته، وتلقى شروحا حول طبيعة الخدمات التي سيقدمها للعمال في هذه المدينة، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد، ودوره في تقريب خدمات الصندوق من المستفيدين في ولاية داخلت انواذيبو.
ويتكون المقر من طابقين، ويضم 26 مكتبا موزعة حسب مجالات تدخل الصندوق والخدمات المقدمة للمواطنين، من بينها شباك استقبال، وقاعة اجتماعات، وقاعة إشراف، ومركز معلوماتي لجمع البيانات مرتبط بالمركز الوطني، إضافة إلى مسجد ومقهى وملحقات أخرى.
وبلغت الكلفة الإجمالية لبناء هذا المقر، الممول من ميزانية الدولة، 14.7 مليون أوقية جديدة، وسيسهم في تعزيز ولوج المواطنين في الولاية إلى خدمات هذه المؤسسة الاجتماعية الحيوية.
وستمكن هذه الوكالة الجهوية من تقريب خدمات الصندوق من المستفيدين في هذه المنطقة، سواء تعلق ذلك بالخدمات العائلية، أو بتعويضات المعاشات، أو بالتعويضات المتعلقة بالأخطار المهنية.
وفي كلمتها بالمناسبة، أوضحت معالي وزيرة الوظيفة العمومية والعمل، السيدة مريم بنت بيجل، أن هذه اللحظة الوطنية البالغة الدلالة، تتقاطع فيها رمزية الاستقلال مع عمق الخيارات الاجتماعية للدولة، ضمن سياق وطني عنوانه الإنسان، ومرتكزه العمل، وغايته بناء دولة حديثة متماسكة لا تقصي أحدا من أبنائها ولا تهمل جهودهم، بل تجعل من الحماية الاجتماعية ركنا أصيلا في مشروعها التنموي.
وقالت إن فخامة رئيس الجمهورية جعل من البعد الاجتماعي قلبا نابضا للمشروع الوطني، إيمانا منه بأن الدولة الحديثة لا تبنى بالقوانين وحدها، بل تشيد أولا بحماية الإنسان العامل، وصون حقوقه، وضمان استقراره في مختلف مراحل حياته.
وأضافت أن الحماية الاجتماعية لم تكن خيارا تقنيا أو إجراء إداريا فحسب، بل رؤية متكاملة أعادت تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن، وجعلت من العمل قيمة مصونة، ومن الجهد المبذول حقا معترفا به، ومن نهاية المسار المهني مرحلة تُحاط بالرعاية والاحترام، لا بالإهمال أو النسيان، مشيرة إلى أن هذا التوجه تجسد في إجراءات ملموسة حسنت أوضاع العمال، ورفعت من مستوى عيش المتقاعدين، وكرست مبدأ الوفاء لمن أفنوا سنوات أعمارهم في خدمة الوطن، كما تجلى في إنصاف المرأة العاملة باعتبارها ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني وشريكة كاملة في مسيرة الإنتاج، تستحق حماية خاصة في لحظات العطاء كما في لحظات المسؤولية الأسرية والاجتماعية.
وأشارت إلى أن السلطات العمومية، إدراكا منها لأهمية القرب من المواطن وجعل الخدمة العمومية في متناول الجميع، وجهت السياسات الاجتماعية نحو تقريب خدمات الحماية الاجتماعية من المستفيدين، حتى لا يبقى الحق مرهونا بالمسافة، ولا تظل الخدمة حبيسة المركز، بل تصبح في متناول العامل حيث يوجد وفي الجهة التي يساهم فيها بجهده وعرقه.
وقالت إن تدشين هذه الوكالة الجهوية اليوم في مدينة نواذيبو، القطب الاقتصادي للبلاد، يمثل خطوة محورية في تقريب الإدارة من المواطن وتحسين الخدمة العمومية، مشيرة إلى أن هذه المنشأة ستمكن من تقديم خدمات متكاملة وسريعة للعمال والمتقاعدين وأرباب العمل في هذه الولاية الحيوية، موفرة عليهم عناء التنقل والانتظار.
جرت فعاليات تدشين هذه الوكالة بحضور الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، ووالي داخلت نواذيبو، ورئيس منطقة نواذيبو الحرة، ورئيس جهتها، وعمدة بلدية نواذيبو، ونوابها، والمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وقادة الوحدات العسكرية والأمنية في الولاية.