د. إبراهيم آكيه.. حينما يكون المؤرخ ذاكرةً للأمة وجسراً للوحدة

تابعتُ بشغفٍ وإعجاب كبيرين مقابلةً تلفزيونية مع الباحث والدكتور والمؤرخ المقتدر إبراهيم آكيه؛ وقد كانت حلقة استثنائية بكل المقاييس. لقد كشفت لي هذه المقابلة عن قامة علمية نادرة، تتحدث بتمكنٍ وموضوعية بعيداً عن لغة الخشب، جامعةً شتات تاريخنا الوطني ببراعة تذهل العقل.
ما يميز الدكتور إبراهيم ليس فقط شهاداته الأكاديمية، بل تلك القدرة الفذة على إنصاف تاريخ المقاومة الموريتانية بمختلف أطيافها، حيث يمزج في سرده بانسجام تام بين بطولات رجال التحرر من العرب والزنوج، ويربطنا بعمقنا الاستراتيجي في غرب إفريقيا. إنه مؤرخ من طراز رفيع، باحثون كثر في الخارج يسألون عنه ويقدرون علمه، بينما لا يزال في الداخل بعيداً عن دائرة الضوء التي يستحقها.
هذا الرجل ليس مجرد حامل لقب، وليس من هواة "المؤتمرات" الشكلية؛ هو مثقف عضوي يحمل همّ المعرفة والإنصاف التاريخي. ومن هنا، أوجه رسالة صادقة ومباشرة إلى فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني:
سيدي الرئيس،
إن الكفاءات الوطنية المخلصة والخالية من الشوائب السياسية، أمثال الدكتور إبراهيم آكيه، هي الرصيد الحقيقي لنجاح أي مرحلة. إن وجود شخصية بهذا الحجم المعرفي والقبول المجتمعي كمستشار برئاسة الجمهورية، أو في واجهة وزارة الثقافة، ليس مجرد إنصاف لرجل مستحق، بل هو استثمار للدولة في "القوة الناعمة".
نحتاج لمثل هذا الرجل في وفودكم الرسمية ورحلاتكم الدولية، ليقدم للعالم وجه موريتانيا الحضاري، وتاريخ شعوب المنطقة بلسانٍ عالم ومقتدر.
إنصاف الدكتور آكيه هو إنصافٌ لذاكرتنا الوطنية الجامعة.
بتاريخ :23/11/2025
عالي اماهن/م.المحقق الإعلامية