الإداري القدير بناهي أحمد طالب... نموذجٌ للإخلاص والكفاءة يستحق الإنصاف

الحمد لله الذي جعل الإخلاص والكفاءة منارة تهتدي بها الأمم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

أما بعد،

فإن الحديث عن الرجال الأفذاذ الذين وهبوا حياتهم لخدمة وطنهم حديثٌ يبعث على الفخر، ويستحق أن يُروى كي يكون نبراسًا للأجيال. وفي طليعة هؤلاء يأتي الإداري المالي القدير، السيد بناهي أحمد طالب، ذلك الرجل الذي شُهد له على امتداد الوطن بالإستقامة والنزاهة والصدق في القول والعمل، حتى أصبح موضع احترام ومهابة من جميع أطياف المجتمع.

لقد كان تعيينه – دون وساطة – أمينًا عامًا لوزارة التجهيز والنقل بداية مشوار حافل بالعطاء، سار على دربه كبار رجالات الدولة، كالوزير السابق سيدي أحمديه، والوزير الأول السابق سيدي محمد بوبكر، والمرحوم الوالي لمرابط سيدي محمود الشيخ أحمد.

ولم تكن مكانته لتمر مرور الكرام، فبعد ذلك نُقل أمينًا عامًا لوزارة التهذيب الوطني، حيث كان بحق مهندس الإصلاحات التعليمية التي شهدتها الجمهورية، بشهادة كل من عاصر تلك الفترة الذهبية. لقد سهر على ذلك ليل نهار، ومكث في موقعه 14 عامًا كان خلالها التعليم سليمًا من الشوائب، قويًّا في مناهجه، حتى إذا ما انتقل منه، تآمر البعض على إجهاض إصلاحاته الجوهرية.

ولكفاءته النادرة، اكتشف الرئيس السابق معاوية ولد طايع ضرورة وجود هذا الرجل الصادق بجانبه، فعهد إليه بمنصب مدير ديوان رئيس الجمهورية، وهو منصب كانت – ومازالت – تطمح إليه العديد من الأطر. لكن الرجل، بإخلاصه ونزاهته، وجد نفسه في بيئة قد لا تليق بقيمه، حيث السلوكيات التي لا تتناسب مع الصادقين. وقد أدرك الرئيس معاوية ذلك الإحراج والضغوط التي كان يتعرض لها الوزير بناهي من بعض الأطياف السياسية والتخندقات الضيقة، لكونه رجلاً لا يؤمن إلا بدولة القانون والعدالة المدنية.

تقديرًا لصدقه وترفعه، رشحه الرئيس معاوية نائبًا عن مقاطعة الطينطان، حيث حقق الحزب الجمهوري نتائج فريدة في معقل كان يُعتبر صعبًا آنذاك.

إن سيرة هذا الرجل لا تكتمل دون الحديث عن تربيته المثلى لأبنائه على القناعة والتميز والأخلاق الكريمة، فجعل منهم – بفضل الله – نماذج مشرفة للدولة الموريتانية، كوادر مالية وإدارية متميزة في إدارة الضرائب والمراقبة المالية، يعتمدون في ترقياتهم على كفاءتهم وسيرهم الذاتية المشرفة، بعيدًا عن أي محسوبية أو وساطة.

ومن أبرز هؤلاء الأبناء، الدكتور أحمد بناهي أحمد طالب، الذي جمع بين الثقافة العربية الأصيلة والعلوم الغربية الدقيقة، فتعلّم في تونس وفرنسا والولايات المتحدة، ليعود إلى أرض الوطن ويخصص راحته ووقته لخدمة قاعدته الشعبية مابين الطينطان وتامشكط " بعض البلديات والقرى وآدوابه "، من خلال توفير مياه الشرب وتمويل المشاريع الصغيرة، متمسكًا بجذوره ووفيًّا لبيئته.

ومن هذا المنطلق، وانطلاقًا من إيماني الراسخ بضرورة استثمار خبرات مثل هذه الرجالات، أتوجه إلى مقام فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، راجيةً منه النظر في ملف هذا الإداري المخضرم وإنصافه، كما يُنصف زملاؤه اليوم، بتكليفه بمهمة تليق بمكانته وخبرته الواسعة، في مجلس إدارة أو أي منصب يليق بقيمته المعرفية والإدارية ، يخدم فيه بلاده بتجرد وإخلاص.

كما أتمنى أن تُفتح الآفاق أمام أبناء الأكفاء المتميزين، أمثال أبناء السيد بناهي، للوصول إلى المراكز الكبرى التي تخدم البلاد وتضمن استمرارية التميز والإخلاص.

فهو رجلٌ تربطه علاقات متميزة ومتينة قائمة على الصدق والاحترام، مع الجميع، بما في ذلك علاقته الخاصة مع رئيس الحزب الجمهوري السابقين فترة النظام السابق ، السيد محمد محمود محمد الأمين.

إن إنصاف هذا الرجل وأمثاله هو إنصاف للقيم التي ننشدها جميعًا: قيمة الإخلاص، والكفاءة، والنزاهة.

والله من وراء القصد،،،

12/09/2025

عالي أماهنه / المحقق الإعلامية

ر.م/ الحقيقة فقط

** ملاحظة: كل تدوينة ليست بإيعاز من أي شخص ، صفحتي أمارس فيها حريتي ،وإظهار الحق في بعض رجالات البلد النادرة التي تعجبني جدا ، من أجل أستفادة الأجيال منها ***

14 September 2025