وزيرة المياه: تحدي توفير المياه تمت مواجهته بسياسات طموحة واستثمارات حقيقية

قدمت معالي الوزيرة، السيدة آمال بنت مولود، صباح اليوم الثلاثاء، عرضا مفصلا أمام الجمعية الوطنية، خلال جلسة علنية خُصصت للرد على سؤال شفهي تقدمت به النائب السيدة عزيزة بنت جدو، حول ما وصفته بأزمة عطش تعاني منها عدة مدن، وخاصة مدينة نواذيبو، مستفسرة عن الحلول الجذرية التي يعكف عليها القطاع لمواجهة هذه الوضعية.
وأكدت معالي الوزيرة، في مستهل ردها، أن توفير الماء الصالح للشرب لجميع المواطنين يعد من أبرز أولويات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مشيرة إلى أن هذا الالتزام ترجم على الأرض من خلال تعبئة غير مسبوقة للموارد، وتطوير الأدوات المؤسسية، وإطلاق مشاريع هيكلية في مختلف أنحاء البلاد، وفق رؤية تقوم على تنفيذ حلول قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
كما استعرضت معاليها جملة من المشاريع التي تم تنفيذها أو التي هي قيد الإنجاز، من أبرزها:
• المرحلة الثانية من مشروع “أظهر” التي قاربت على الاكتمال.
• المرحلة الثانية من مشروع “آفطوط الشرقي” التي تم تدشينها مؤخرا.
• مشروع تزويد 165 قرية من مياه النهر في ولايات لبراكنه وتگانت ولعصابة.
• مشروع تحلية مياه البحر في نواذيبو، الذي دخل الخدمة بطاقة 5000 متر مكعب يوميا.
• مشروع تقوية تزويد مدينة نواذيبو من بحيرة بولنوار، الذي أشرف فخامة رئيس الجمهورية على تدشينه يوم أمس، وسيمكن من زيادة الإنتاج بـ10 آلاف متر مكعب يوميا.
• مشروع توسعة شبكة التوزيع في نواكشوط، الذي وصلت فيه الأشغال مراحل متقدمة.
• مشروع بناء منشأة جديدة لإزالة الطمي في آفطوط الساحلي، الذي وصل مرحلة الربط النهائي.
• مشروع تعزيز الإنتاج من حقل إديني، بزيادة متوقعة قدرها 60 ألف متر مكعب يوميا.
• مشروع الصرف الصحي الشامل لمدينة نواكشوط (القطب أ)، الذي بدأت مراحل تقييمه.
• المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الساحلي، التي ستنطلق خلال شهرين، وسترفع الإنتاج بـ75 ألف متر مكعب يوميا.
• مشروع تزويد مدينة كيفه من مياه النهر، الذي سيتم وضع حجره الأساس قريبا.
وبخصوص نواذيبو، أوضحت معالي الوزيرة أن المدينة كانت تعاني منذ نشأتها من عجز مزمن في إنتاج وتوزيع الماء الصالح للشرب، تفاقم مع توسعها العمراني. وقد شهدت السنوات الأخيرة تنفيذ مشروعين أساسيين: مشروع محطة تحلية مياه البحر الذي دخل الخدمة، ومشروع تقوية التزويد من بولنوار، الذي من شأنه رفع الإنتاج اليومي في المدينة إلى نحو 37 ألف متر مكعب، بعد أن كان لا يتجاوز 17 ألفا، إضافة إلى تنفيذ 3000 توصيلة منزلية جديدة، وإمكانية زيادة الإنتاج لاحقا من خلال عشرة آبار احتياطية في بولنوار، أنجزتها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “اسنيم”.
وأعلنت معالي الوزيرة أن فريقا يابانيا مختصا يعكف حاليا على دراسة مشروع جديد لتحلية المياه في نواذيبو، ينتظر أن تكتمل دراسته خلال الأشهر المقبلة، تزامنا مع البدء في تعبئة التمويلات اللازمة.
أما فيما يتعلق بالعاصمة نواكشوط، فقد بيّنت معالي الوزيرة أن الاضطرابات الأخيرة في التزويد بالماء كانت نتيجة لاختلالات في الشبكة الكهربائية وارتفاع منسوب الطمي، مشيرة إلى أنها جاءت في وقت عرفت فيه المدينة تحسنا في الإنتاج وصل إلى 195 ألف متر مكعب يوميا.
وأشارت إلى أن نواكشوط تشهد حاليا تنفيذ مشاريع متعددة، من أبرزها:
• مكونة المياه ضمن البرنامج الاستعجالي، التي شملت تأهيل وتوسعة أربع محطات ضخ.
• منشأة جديدة لإزالة الطمي سيتم تشغيلها قريبا.
• مشروع رفع الإنتاج من حقل إديني إلى طاقته القصوى البالغة 100 ألف متر مكعب يوميا.
• مشروع الصرف الصحي الشامل لمدينة نواكشوط؛
المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الساحلي التي ستزيد الانتاج بواقع 75 ألف متر مكعب في اليوم.
وفي ردها على موضوع تعزيز تزويد المدن الأخرى، أوضحت الوزيرة أن القطاع يعمل حاليا على مشروع لتزويد 28 مدينة بالمياه، يشمل حفر 90 بئرا، وصيانة وتشغيل محطات الضخ، وتركيب حوالي 300 كلم من أنابيب التوزيع، وهو مشروع تسير أشغاله بوتيرة متقدمة، وتستفيد منه مدن عديدة من بينها النعمة، لعيون، كوبني، كيهيدي، روصو، أطار، أكجوجت، افديرك، وغيرها.
كما تطرقت الوزيرة إلى إنجاز أكثر من 240 بئرا ارتوازية و140 شبكة مياه جديدة خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى إطلاق مكونة المياه ضمن البرنامج التنموي بولايات الداخل والتي تتضمن تنفيذ أكثر من 900 نقطة مياه، 337 منها في المرحلة الأولى، أنجز منها حتى الآن أكثر من 80 نقطة، وتعمل 15 ورشة حفر حاليا في مختلف الولايات على استكمال البقية.
واختتمت معالي الوزيرة عرضها بالتأكيد على أن التحديات ما زالت قائمة، لكنها تُواجه بمقاربة جديدة تنطلق من الواقع، وتحترم المواطن، وتسعى لتوفير خدمة مستدامة وفعالة، مشيرة إلى أن من بين الخطوات الرمزية الهامة التي تحققت مؤخرا، توحيد تعرفة المياه، وتسهيل الولوج إلى الخدمة.
وأعلنت الوزيرة في ختام مداخلتها أن القطاع يعمل على مشاريع مستقبلية مهمة، من أبرزها:
• محطة تحلية كبرى في نواكشوط بسعة 300 ألف متر مكعب يوميا، يتم تنفيذها على مراحل.
• تشييد سدين كبيرين لتعبئة المياه السطحية.
• استكشاف المياه الجوفية العميقة.
• تعبئة التمويلات اللازمة لاستكمال مشروع الصرف الصحي الشامل في نواكشوط (القطبين ب وج).
وتطرقت معالي الوزيرة إلى مختلف الأسئلة التي طرحها السادة النواب، والتي تمحورت في مجملها حول هذه المواضيع.