حركة "إيرا" تختار الخروج على الإجماع الوطني

لم يكن بيان "إيرا" الأخير، الذي يهاجم مسار الحوار الوطني، استثناء من سابقيه، بل هو بيان زاخر بالتناقضات والتأويلات المغلوطة والتوصيفات العدمية التي تفتقر إلى الحس الوطني والمسؤولية السياسية واعلانا صريحا ومباشرا بالخروج على الإجماع الوطني.
إن وصف الحوار الوطني الجاري الإعداد له بـ"مهرجان الترهات" أو "طبخة منحازة" لا يخدم الحقيقة ولا يعكس الواقع. فالحوار المرتقب ليس مبادرة أحادية، بل هو نتيجة رؤية شاملة أعلنها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ 27 نوفمبر 2024، تقوم على إشراك كل الفاعلين السياسيين والمجتمعيين في بلورة عقد وطني جديد يؤسس لمستقبل متماسك وسلمي لموريتانيا.
وقد جرى التشاور، دون إقصاء، مع الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والهيئات المدنية، بما فيها حزب "الرك" الذي يمثله النائب بيرام نفسه، كما أتيحت الفرصة لكل طرف لتقديم رؤاه ومقترحاته بحرية تامة. فكيف يتّهم الحوار بالتحايل والإقصاء وهو مفتوح لمن شاء أن يشارك بإيجابية؟
أما استحضار مظاهر المنع أو التضييق المزعومة فلا يصمد أمام حقائق الانفتاح السياسي والإعلامي ولا أمام الحضور الحر والمستمر للنائب بيرام نفسه في وسائل الإعلام المحلية وعبر المنابر الإعلامية المختلفة دون رقيب ولا حسيب.
إن الحديث عن مصطلحات من قبيل "المخاطر العرقية" لا يعدو كونه عناوين مثيرة لا تقدم حلولا ولا تؤسس لمواقف وطنية بل تسعى لتأزيم الوضع بدل تهدئته.
ورفض المشاركة في الحوار لا يمكن تغليفه بلغة البطولة بل هو انسحاب من واجب المشاركة في صنع المستقبل وخروج على الإجماع الوطني.
فالحوار الوطني خيار وطني لا يخضع لابتزاز المواقف المسبقة ولن يتأثر بلغة التخوين ومن يرفضه يفوت على نفسه فرصة نادرة لبناء التوافق وتعزيز الاستقرار.
د.اباب بنيوك