اهتمام إعلامي دولي واسع بمهرجان مدائن التراث في شِنقيط

حظي مهرجان مدائن التراث، الذي احتضنته مدينة شِنقيط التاريخية من 13 إلى 17 ديسمبر 2024، باهتمام واسع من وسائل الإعلام الدولية، حيث توافد عشرات الصحفيين الأجانب لتغطية فعاليات هذا الحدث الثقافي البارز، الذي يعد من أبرز التظاهرات الوطنية لتعزيز الهوية الثقافية الموريتانية.

وذكرت وكالة AllAfrica في تقرير لها نُشر بتاريخ 18 يناير 2025 أن النسخة الثالثة عشرة من المهرجان قدمت عروضاً مبهرة شملت رقصات تقليدية، سباقات للإبل، معارض للحرف اليدوية، وقراءات لمخطوطات نادرة. كما تناولت الندوات العلمية المنظمة خلال المهرجان العلاقة بين التراث والصمود، مع تسليط الضوء على دور مؤسسة "المحظرة"، التي أُدرجت عام 2023 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية من قبل اليونسكو.

من جهتها، نشرت مجلة Revue Conflits مقالاً حديثاً حمل عنوان "تحت سماء شِنقيط: شظايا من الذاكرة ووعود المستقبل"، وصفت فيه المهرجان بأنه شهادة على قدرة منطقة الساحل على تجاوز الصور النمطية المرتبطة بانعدام الأمن. واعتبرت المجلة أن الحدث يعكس التزام موريتانيا بالحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيز الاستقرار والتنمية.

وأبرزت المجلة أهمية مدينة شِنقيط، الملقبة بـ"سوربون الصحراء"، بوصفها مركزاً تاريخياً للعلم والمعرفة، حيث تحتفظ مكتباتها العائلية بمخطوطات نادرة تعود إلى قرون مضت، تغطي مجالات الفقه، الفلك، والطب. وحذرت من التحديات التي تواجه المدينة، بما في ذلك زحف الرمال والهجرة، داعية إلى تضافر الجهود لحماية هذا التراث الفريد.

وقد شهد المهرجان حضور شخصيات بارزة، من بينها المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، التي أشادت بالجهود المبذولة لحماية مكتبات شِنقيط ومخطوطاتها، وأعلنت عن مبادرات جديدة لترميم المواقع التاريخية ورقمنة المخطوطات، بهدف تعزيز حفظها وضمان نقلها للأجيال القادمة.

بهذا، يعكس مهرجان مدائن التراث مكانة موريتانيا كوجهة ثقافية متميزة، ويؤكد التزامها بالحفاظ على تراثها الغني وتعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 

 

22 January 2025