افتتاح ورشة تفكيرية حول طرق توسيع وديمومة تمويل التغذية المدرسية بموريتانيا
أشرف معالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي، السيد المختار ولد داهي، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، على افتتاح أشغال ورشة تفكيرية حول طرق توسيع وديمومة تمويل التغذية المدرسية بموريتانيا، لمشروع -المستقبل لنا-.
الورشة، التي تدوم يوما واحدا، والمنظمة من طرف منظمة “كونتر بارت” العالمية، ستمكن من تبادل التجارب والآراء حول طرق توسيع وديمومة تمويل التغذية المدرسية بموريتانيا.
معالي الوزير، وفي كلمة له بالمناسبة، قال إن موضوع الورشة هام لسببين" أول السببين هو أنه من المتواتَر عليه أن التغذية المدرسية تحقق أهدافا ثلاثا: مساعدة التلاميذ المنحدرين من أوساط ذات هشاشة على الرفع من نسب الاستبقاء بالمدارس وزيادة مستوى التحصيل العلمي، كما أنها تخفف من وطأة الفقر عبر التخفيف من العبء المالي للعائلات عبر التكفل بوجبتين خلال أيام الدراسة لأبنائهم المتمدرسين، كما تساهم فى تسويق المنتجات الزراعية المحلية لصغار المنتجين، إذ يُشجع غالبا استهلاك المنتوج المحلي، ضف إلى ذلك أنها تربي على اللحمة الوطنية و المساواة و قيم الجمهورية، إذ يستفيد من التغذية المدرسية تلاميذ المدرسة أجمعهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم والمراكز المالية لأسرهم."
وتابع السيد الوزير:" أما ثاني السببين فهو ضرورة التفكير فى آليات استفادة بقية كبيرة من التلاميذ، لمَّا يستفيدوا بعد من خدمات التغذية المدرسية و كذا التفكير فى ديمومة الخدمة بوجود الشركاء وبالموارد الذاتية للدولة وحدها.."
وأضاف معالي الوزير، أن مسار التغذية المدرسية ببلادنا مر بمحطات منها تلك المحطة التى لا يفتأ يذكرها بفخر وخير كل الموريتانيين، وهي فترة "الكفالات المدرسية" التى توفر ثُلاثِيَّ: السكن والتغذية والمنحة الدراسية، وساهمت ساعتئذ فى تكوين أجيال مشبعة بقيم الجمهورية واللحمة الوطنية، ما أمكن من محو الفوارق.، مشيرا إلى أنه تلت هذه الفترة فترة من تخلي الحكومة عن الكفالات، ولا مراء فى أن ذلك انعكس سلبا على مستوى "تملك القيم الجمهورية "لدى التلاميذ.
وأوضح السيد الوزير، أنه فى عام 2016 تم إعداد "وثيقة السياسة الوطنية للتغذية المدرسية"، وتم تنزيلها إلى برنامج وطني للتغذية الدراسية، ليعرف تطورا ملحوظا خلال الخمسية الحالية بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث ارتفع عدد المستفيدين من 63025 إلى 242548 طفل أي زيادة 400% تتكفل الحكومة الموريتانية بتوفير التغذية ل100000 تلميذ و يتكفل برنامج الأغذية العلمي ب 50217 تلميذ ومولت الحكومة الأمريكية تكاليف التغذية لفائدة 92331 تلميذا.
وشدد معالي الوزير، على أنه ورغم هذا التطور العددي فالحاجة ما زالت كبيرة، إذ لا يغطي البرنامج الوطني للتغذية المدرسية، بمكوناته الثلاث حتى الآن إلا نسبة 45% من المدارس ونسبة 35% من التلاميذ ومازال العديد من التلاميذ بالقرى والأرياف، وحتى فى أحزمة المدن الكبرى يهجرون الحجرات الدراسية.
وطالب السيد الوزير، من المشاركين في الورشة، دراسة الوثائق التى ستعرض وتقديم مقترحات قابلة للتنفيذ.
وبدورها أوضحت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة في بلانا، سعادة السيدة كير شت، أن المشروع الذي بدأ 2019 ويمتد لخمس سنوات يهدف إلى تحسين جودة الصحة والتعليم وحضور التلاميذ وتحسين البنية التحتية للمدارس والحصول على مياه الشرب والصرف الصحي، وتعزيز قدرات مسؤولي وزارة التهذيب وأصحاب المصلحة.
ومن جهته أكد مدير كونتر بارت العالمية في موريتانيا السيد دزري يامكو على أهمية هذه الورشة مهنئا وزارة التهذيب الوطني وإصلاح التعليم والحكومة الموريتانية على التزامها بالرعاية المستديمة للكفالات المدرسية وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا القطاع.