الرئيس ولد الغزواني يشرف على انطلاق النسخة الـ 12 من مهرجان مدائن التراث في مدينة ولاته
أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الجمعة في مدينة ولاته التاريخية، على إطلاق النسخة الثانية عشر من مهرجان مدائن التراث.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها عزف للنشيد الوطني، وذلك قبل متابعة نشيد هذه النسخة من مهرجان مدائن التراث الذي أدته مجموعة من الفنانين.
وتقوم هذه التظاهرة الثقافية السنوية على رؤية إستراتيجية تحرص على حماية وصيانة التراث الثقافي وتثمين مقدراته والتنويه بدوره في التنمية الاقتصادية المحلية وتطوير المنتجات السياحية الخاصة بمدائن التراث وتعزيز التواصل بينها.
وتسعى هذه الإستراتيجية كذلك إلى تحسين الظروف المعيشية لساكنة هذه المدن وتعزيز الترابط الاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع، وتثمين موروثنا الثقافي والمحافظة عليه عبر ترميم وصيانة وتثمين المواقع التاريخية ونفض الغبار عن ما تحتويه مكتباتنا في هذه المدن من مخطوطات ومراجع نفيسة.
وقد تم خلال السنوات الأخيرة تفعيل أداء هذا المهرجان من خلال جعله مناسبة لإطلاق جملة من المشاريع التنموية الهادفة إلى تعزيز ولوج ساكنة هذه المدن لمختلف الخدمات الأساسية، عبر اعتماد مقاربة تنموية مستدامة جامعة معتنية بالماضي متطلعة للمستقبل، متعددة القطاعات الاقتصادية والتراثية والاجتماعية والخدمية والبيئية.
وبفضل تدخل قطاعات وزارية عديدة ستشهد مدينة ولاته في إطار هذه النسخة من المهرجان إنجاز مشاريع مهمة ستساهم في تحسين ظروف سكان هذه المدينة التاريخية.
وسيتم في إطار هذه التدخلات تغطية شبكة الاتصال للمناطق بين النعمة وولاته، وتأهيل الطرق الداخلية والممرات الوعرة، وتوسيع وتقوية شبكة المياه والكهرباء لتغطي كافة أحياء المدينة، وحفر وتجهيز آبار في مناطق مختلفة من المقاطعة، وترميم وبناء عديد المنشآت التربوية والرياضية والإدارية والإعلامية، إضافة إلى تدخلات هامة في مجالات الشؤون الإسلامية والبيطرة والصحة والزراعة والشؤون الاجتماعية.
ورحب السيد محمدو ولد التيجاني، رئيس جهة الحوض الشرقي، في كلمة بالمناسبة، باسم سكان ولاته، بفخامة رئيس الجمهورية، في هذه المدينة التي تعتبر بوابة الصحراء وإحدى مدننا التاريخية الأربع المصنفة كتراث إنساني.
وقال إن مدينة ولاتة كانت ولردح طويل من الزمن مركزا تجاريا يتربع على طريق القوافل، وفضاء للتعايش والتسامح بين مختلف الأعراق، ومدينة إشعاع علمي ومعرفي أنجبت العديد من العلماء والباحثين والصلحاء ورجال التصوف، مشيرا إلى أن هذه المدينة أبهرت المهتمين والمستكشفين والرحالة.
وأكد أن مهرجان مدائن التراث، وهو يحط الرحال في مدينة ولاتة، يكتسي أهمية بالغة في فعالياته ومخرجاته، مبينا أن المهرجان بالإضافة إلى أنه يعتبر وسيلة جادة لترقية التراث العلمي والموروث الثقافي والفكري، وتعبيرا قويا عن التشبث بهويتنا الحضارية في تنوعها وثرائها، فإنه أصبح جزءا لا يتجزّأ وعنصرا بارزا في المقاربة التنموية الشاملة التي رسمها فخامة رئيس الجمهورية، بهدف مدِّ المدن التاريخية بمقومات النمو.
وأضاف أن هذه النسخة تأتي مصحوبة بمكونات تنموية مهمة، معددا المشاريع التي أنجزت وستنجز بمناسبة تنظيم هذه النسخة من المهرجان.
وأعلن رئيس جهة الحوض الشرقي، عن إنشاء مبادرة خاصة لمنتخبي مدن مدائن التراث من رؤساء جهات ونواب وعمد، بهدف تثمين التراث الوطني والمحافظة عليه ودعمه.
وأشاد عمدة ولاته، السيد سيداتي ولد إديه، بالإنجازات التي استفاد منها سكان المقاطعة خلال السنوات الأخيرة، والتي كان من أهمها ربط المدينة بشبكة بحيرة اظهر، وما قدمته المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر” من مساعدات ومن تأمين صحي استفادت منها معظم بيوت هذه المدينة.
وثمن الطابع الجديد الذي أصبح يكتسي مهرجان مدائن التراث حيث تجاوز البعد الفلكلوري إلى البعد التنموي والثقافي.
وقدم جملة من المطالب اعتبرها ضرورية بالنسبة لسكان هذه المدينة، في مقدمتها تعبيد طريق النعمة – ولاته، والعمل على الإسراع بالمسيرة التنموية للمدن القديمة، خاصة في هذا العام الذي يشهد نقصا في كميات الأمطار وما يتطلبه ذلك من توفير الأعلاف للمنمين.
جرت فعاليات الافتتاح بحضور السيدة الأولى، مريم بنت الداه، وزعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزير المستشار برئاسة الجمهورية، ووزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، ووالي الحوض الشرقي، ورئيس المجلس الجهوي للحوض الشرقي، وباقي أعضاء الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، وعدد من رؤساء التشكيلات السياسية وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية المعتمدين في موريتانيا.