وزارة التهذيب تخلد "اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية"
خلدت أمس الاثنين وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي "اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية" تحت عنوان "المدرسة الجمهورية: "رَافعة المساواة و التنمية".
وقد أثرى نقاشات الندوة:
-الوزير السابق:با ممدو آلاسان
-محمد جميل منصور ؛الرئيس السابق لحزب تواصل؛
-بال محمد البشير ؛شخصية علمية و تعليمية ذات شهرة متميزة؛
-الأستاذ و النائب السابق عن حزب UFP :خليلُو ولد ادَّدَّ
وخلال الحفل ألقى وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي المختار ولد داهي خطابا هذا نصه:
خطاب بمناسبة اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية 30 أكتوبر 20.23
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على النبي الكريم
السادة الوزراء
السادة الولاة
السيدة رئيسة جهة نواكشوط
السيد العمدة؛
السيد رئيس الرابطة الوطنية لآباء التلاميذ
السادة و السيدات منتسبو الأسرة التربوية
أيها الحضور الكريم
تم العام الماضى و باقتراح من الرابطة الوطنية لآباء التلاميذ اتخاذ مرسوم بتحديد يوم 30 أكتوبر "يوما وطنيا للمدرسة الجمهورية" يُخلَّدُ كل عام و ذلك بهدف ترسيخ مبدإ المدرسة الجمهورية الجامعة لكل الموريتانيين على اختلاف أعراقهم و ألسنتهم و ألوانهم و مراكزهم المالية: تلاميذٌ سَوَاسِيَّةٌ كأسنان المُشْطِ أمام سبورة واحدة و بزي مدرسي موحد…
و هذه النسخة الأولى من التخليد أردنا أن تتم فعالياتها بحَرَمِ مدرسة ابتدائية و خارج أوقات الدوام الدراسي كي لا تؤثر الفعاليات على انتظام الدروس إذ الوقت الدراسي مقدس و لا يجوز استغلال دقيقة واحدة منه إلا فى محلها و محلُّها الدرس و الدرس فقط ..
كما أراد القطاع أن يكون التخليد مَجْلَبة لمنافع للمدرسة موطن التخليد فتم بتعاون بين القطاع و بلدية عرفات مشكورة إمداد المدرسة بالماء الشروب و وضع أسلاك شائكة على حائط المدرسة و بناء أماكن استراحة و ترفيه للأولاد و البنات تستغل أوقات التوقف ما بين حصص الدروس و تزيين قاعات الدرس و واجهة المدرسة و حيطانها بلوحات تربوية معبِّرة و غرسُ أشجار بساحة المدرسة أضف إلى ذلك تجهيز المدرسة بكاميرات مراقبة كل ذلك من أجل توفير بيئة مدرسية مشجعة لتفتق المواهب لدى التلاميذ.
أيها الإخوة أيتها الأخوات
لقد اتفق أهل هذا البلد كلهم أجمعون على " حصرية التعليم الابتدائي على التعليم العمومي" و نصَّ على ذلك صريحا بالمادة ….من القانون التوجيهي …المتضمن ….و تأسيسا عليه فإن أهل البلد كلهم أجمعون مطالبون بالمساهمة -ينفق كل مما عنده- فى سرعة و جودة تطبيق و تجسيد هذا الإجماع الوطني من خلال مدرسة عمومية ابتدائية جامعة لكل الموريتانيين و ذات جودة؛ جودتها تفوق جودة المدارس المأذونة بتدريس مناهج أجنبية بالبلد و تنافس التعليم العمومي الابتدائي بالدول المثيلة و هو أمر -إن حسبه المثبطون و المترددون بعيدا- فنحن بالقطاع نراهُ قريبا شريطة وَثْبَةٍ وطنية كبرى لا تدع مساحة و لا مجالا لغير تحقيق هدف المدرسة الجمهورية الجامعة و الجذابة بجودتها و عُلِوِّ و تنَافُسيَّةِ مستويات تلاميذها و يمكني التأكيد فى يوم المدرسة الجمهورية هذا و من صعيد مدرسة سعيد بن المسيب هذا أن أعلى سلطة بالبلد :فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى يمنح أولوية قصوى للتعليم عموما و المدرسة الجمهورية خصوصا و من آيات و أدلة ذلك أنه بكل أسبوع بمجلس الوزراء يسأل و يسائل وزراء التعليم و الداخلية عن حضور المعلمين و الأساتذةو يحث على بلوغ التعليم أهدافه المرسومة.
و لضمان بلوغ المدرسة الجمهورية أهدافها تتعين وْثْبة وطنية يساهم فيها الجميع و خصوصا المؤثرون و صَنَعَةُ الرأيِ بكافة أرْجاء و بقاع و زوايا الوطن
و ذلك عبر العديد من الآليات و التى قد يكون من أنجعها "تشكيل جماعة المدرسة" و هي فريق دعم و إسناد و مناصرة لفريق آباء التلاميذ خصوصا بالمدارس التى تحتاج مكاتب وكلاء التلاميذ بها دعما و إسنادا و كثيرة ما هيَّ!!! خصوصا بالمناطق الموصوفة بالهشاشة فى المدن و القرى و الأرياف و مما يطلب من جماعة المدرسة إسناد آباء التلاميذ فى المراقبة و فرض الأدائية و الإنجازية و حيازة التلاميذ مستويات تعليمية جيدة و المساهمة -ما وسعهم ذلك-فى سد بعض النواقص اللوجستية التى لن تخلو منها مدارس هنا و هنالك…
و كلي أمل فى أن أرى قريبا بعد يومنا هذا "جماعات مناصرة للتعليم " تقودها شخصيات معروفة بالجدية و المثابرة و الحقانية تساند مكاتب وكلاء تلاميذ بمدارس و مؤسسات تعليمية بمناطق هشة و ترسم أهداف طموحة و يجدر التنبيه بل التشديد على الابتعاد فى هذا المجال عن ما يلاحظ أحيانا من "الاستعراضية" و "التمييعية" و اللاجدية…فالتعليم "حقل جاد" لا مكان فيه لذلك الطراز من الممارسات السلبية.
أيها المدرسون أيتها المدرسات
تحية خالصة خاصة لكم و لكن بمناسبة اليوم الوطني للمدرسة الجمهوريةفالتعويل كل التعويل عليكم فى نجاح و تنافسية التجربة تجربة إعادة تأسيس المدرسة الجمهورية و كم أتمنى أن أسمع و أرى عاجلا ضغطا من الأهالى للأوبة للمدرسة الابتدائية العمومية لأن تلاميذها أرفع مستوى و أحسن أخلاقا و مدرسيها أكثر كفاءة و تضحية و بيئتها أكثر أمانا و تحفيزا… و لن يتم ذلك إلا بتضحيتكم و مثابرتكم أينما كنتم من زوايا هذا الوطن العزيز.
و تحية للرابطة الوطنية لآباء التلاميذ و لفروعها و ممثلياتها بكل مؤسسة تعليمية و لهم أؤكد الامتنان و أجدد المطالبة بمزيد حيوية مكاتب آباء التلاميذ و رقابتهم على الشأن المدرسي و تصنيف مدرسة الحي " المرفق العمومي ذو الأولوية رقم 001" تأتى فى الدرجة و الاعتبار و الاهتمام و التكفل بالنظافة بعد المسجد مباشرة …
و تحية إلى الشركاء المؤسسيين السلطات الإدارية (الولاة-الحكام..مساعدوهم،..) رؤساء المجالس الجهوية و العمد على الجهود التى يبذلونها لمتابعة العام الدراسي و أطلب منهم مواصلة المتابعة طيلة العام الدراسي من الافتتاح إلى الاختتام بنفس الوتيرة و العزيمة و رَبْطِ الأحزمة و شَدِّ المَآَزِرِ و أن يحددوا بالتعاون مع القطاع و الأسرة التربوية مؤشرات لتجويد الخدمة التعليمية منها : القراءة و الكتابة باللغة العربية لتلاميذ السنة أولى ابتدائي-الكتابة و القراءة باللغتين العربية و الفرنسية بالنسبة لتلاميذ السنة الثانية ابتدائي. زيادة كم و كيف النجاح بالامتحانات الوطنية( زيادة عدد الناجحين و ترفيع نوعية النجاح عبر ارتفاع المعدلات (ختم الدروس الابتدائية-ختم الدروس الإعدادية-الباكلوريا) و فى هذا فليتنافس المتنافسون تنافسا إيجابيا و ابتداء من مفتتح نوفمبر الحالي…
و تحية لبعض الفاعلين الجمعويين و بعض المبادرات الأهلية و بعض المنتخبين (رئيسة و بعض رؤساء المجالس الجهوية و بعض العمد و بعض النواب و اتحاد أرباب العمل و بعض رجال الأعمال،…) على حهودهم فى مجال سد بعض النواقص فى ميدان التعليم و لْيَحْذُ حَذْوَهُمْ آخرون فعدد المبادِرين المناصِرين للتعليم ما زال قليلا و الحاجة بقطاع التعليم متسعة خصوصا فى مجالات المؤازرة المعنوية للمدرسين و ترميم و تأهيل المبانى و توفير الزي المدرسي و اقتناء الكتاب المدرسي و استكشاف المواهب و المتميزين و رعايتهم و يتأكد كل هذا و يعظمُ أجره الدنيوي و الأخروي بالمناطق الأقل حظا فى التعليم حتى الآن…
و ابتداء من العام الدراسي المقبل سيتم ببعض مؤسسات التعليم تجريب تدريس اللغات الوطنية لغير الناطقين بها و يعكف معهد ترقية اللغات الوطنية على تهيئة الظروف و تكوين المدرسين كي تنطلق التجربة فى الأجل المحدد لها بالقانون التوجيهي و اهتمامي كبير و متابعتي لاصقة من أجل نجاح التجربة و تعميمها فى أسرع الآجال…
و ختاما أشكر كل من لبى دعوة الحضور لهذه النسخة الأولى من تخليد اليوم الوطني للمدرسة الجمهورية مع الالتزام بتطويرها و تحسين محتواها خصوصا عبر مكونة تكريم معنوي و مادي مستحق للمدرسين و المؤطرين المخلصين المتميزين.
أشكركم و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته…