وزير الشؤون الخارجية: الفظائع التي يتعرض لها الفلسطينيون جراء القصف الإسرائيلي تفوق كل تصور
أكد معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، أن الفظائع التي يتعرض الشعب الفلسطيني جراء القصف الاسرائيلي المتواصل على المدنيين ومساكنهم ودور العبادة والمستشفيات والمدارس، في ظل حصار غاشم يمنع عن المواطنين الغذاء والوقود والماء، يفوق كل تصور.
وأبرز معاليه، خلال مشاركته في اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد اليوم الأربعاء بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، ضرورة اتخاذ موقف سليم من التحديات الراهنة التي تواجهها قضية الأمة الإسلامية الأولى، القضية الفلسطينية.
وجدد التأكيد على موقف موريتانيا الثابت من القضية الفلسطينية الذي يؤكد ضرورة إيجاد حل نهائي لهذه القضية يحفظ للشعب الفلسطيني الشقيق حقه المشروع في السيادة والكرامة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف طبقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وفيما يلي نص كلمة معالي الوزير:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على أشرف المرسلين
أشكر صاحب السمو أخي فيصل بن فرحان على الدعوة لهذا الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري، لبحث التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛
لقد بلغت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة درجة من السوء لم يسبق لها مثيل.
إن حجم الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المدنيين ومساكنهم ودور العبادة، والمستشفيات والمدارس في ظل حصار غاشم يمنع عن المواطنين الغذاء والوقود والماء، يفوق كل تصور؛
وقد بلغت هذه الفظائع ذروتها أمس بالقصف الإسرائيلي المتعمد لمستشفى المَعْمَدَاني بمدينة غزة والذي خلف مئات الشهداء والجرحى من بين المدنيين الفلسطينيين المرضى والمراجعين لهذا المرفق الطبي وغيرهم، وهي جريمةُ حرب بامتياز تعكس بوضوح تَنَكُّر الاحتلال الإسرائيلي التام لكل المعايير الأخلاقية ولأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني. وقد أعلنت بلادي على الفور الحداد ثلاثة أيام بهذه المناسبة الأليمة.
هل فقد العالم صوابه؟ أين القوانين والمواثيق الدولية؟ أين حقوق الإنسان؟ ما معنى التجاهل الدولي لهذه المأساة؟ ما معنى فشل مجلس الأمن الدولي وعجزه عن النهوض بمسؤولياته باتخاذ قرار يرْقى إلى مستوى الحدث ويفرض إيقاف جرائم الحرب التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي؟ ما معنى استمرار غلق كل منافذ قطاع غزة منعا لوصول أي مساعدات إنسانية، وتخيِير إسرائيل سكان غزة بين التهجير والتدمير؟
إن اجتماعنا اليوم في جدة، بجوار بيت الله الحرام، ومدينة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ينبغي أن يُلْهِمَنا الصواب، ويعيننا على اتخاذ الموقف السليم من التحديات الراهنة التي تواجهها قضية الأمة الإسلامية الأولى، القضية الفلسطينية.
وفي هذا المضمار، نرى ضرورة أن نوجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي، تتضمن:
– الاستنكار الشديد للصمت الدولي على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي يوميا ضد المواطنين الفلسطينيين العُزَّل والتي كان آخرها مذبحة مستشفى المَعْمَداني؛
– دعوة المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته كاملة لحَمْل قوات الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانها الوحشي على الشعب الفلسطيني؛
– المطالبة بفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر أمام وصول المساعدات الإنسانية والإغاثات المختلفة؛
– المطالبة بالعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني؛
وفي هذا السياق، تجدد بلادي موقفها الثابت من القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل نهائي لها يحفظ للشعب الفلسطيني الشقيق حقه المشروع في السيادة والكرامة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف طبقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة”.
وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي قد عقدت صباح اليوم الاربعاء في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية اجتماعا استثنائيا مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة، لبحث تطورات العدوان العسكري الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والعمل على اتخاذ موقف موحد لإيقاف هذا العدوان البشع الذي خلف الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
وحضر اللقاء، إلى جانب معالي الوزير، كل من السفير مكلف بمهمة السيد حسني الفقيه، والسفير مدير التشريفات بالوزارة، السيد محمد ولد باب أعلي محمود.