انطلاق المؤتمر الدولي الـ35 للسيرة النبوية ومؤتمر هيئة علماء المسلمين في نواكشوط
تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب، اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات في نواكشوط، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للسيرة النبوية ومؤتمر هيئة علماء المسلمين، المنظم من طرف التجمع الثقافي الإسلامي، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، تحت عنوان: “القيم الأخلاقية في السيرة النبوية وأثرها في نشر السلام حول العالم”، وذلك بحضور السيدة الأولى الدكتورة مريم الداه، ومعالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي السيد إبراهيم فال ولد محمد الأمين.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه أكثر من 50 دولة ممثلة بأكثر من 170 شخصية علمية وسياسية، إلى استلهام أعظم القيم الخلقية في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي كان آيةَ اللهِ الكُبرى في ميدان التجسيد البشري لتلك القيم، ولا غَروَ فهو الذي بيَّنَ المقصِدَ العامَّ لبعثتِه حين قال: “إنما بُعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاق” فتجلَّتْ في سَمْتِهِ وتصَرُّفِهِ تِلك القيم بشكلٍ فوق التصوُّر، فكانت أخلاقُه النّدِيَّة وشمائلُه الزكية واحة غَنَّاءَ تسيحُ فيها الأرواحُ والأفكارُ والتأَمُّلاتُ مَأْسُورةً بالجمال والعظمةِ، إنه المثلُ البشريُّ الأعلى في الوفاء والصدق والأمانة، والإيثار والتواضع، والنَّجْدةِ والشجاعة والإقدامِ، والرحمة واللين، واللطف، واليسر والبشاشة، فتَجَسد فيه الكمالُ البشريُّ الحقيقي.
وفي كلمته الافتتاحية، قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، إن علينا أن ننهل من معين تلك القيمِ النبوية الراقية التي نحتاج إشاعتَها والتركيز عليها في المناهج التربوية، وفي منابِرِ المساجدِ، وفي التكوينات الإدارية، وفي مسارح الثقافة والفَنّ.
وأضاف أن إعمال هذه القيمِ، ورعايتها يُشَكِّلُ هَمٌّا كبيرًا حمَلَه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث قال في تعهُّداتِه بالحرف: “إن الدفاعَ عن شريعتِنا الغراء وقيمِها السمحةِ الحقَّة التي يطبعها التسامحُ، سيبقى المبدأَ المُحرِّك الذي يوجه مجملَ نشاطي. ولن أقبل أيّ انتهاكٍ لهذه القيم، كما سأرفض في الوقت ذاته أيَّ توظيفٍ منحرفٍ لديننا الذي يشكل العروةَ الوثقى الضامنة لوحدتنا الوطنية”، مشيرا إلى أن سعي فخامته لتجسيد هذه القيم تجلّى في التعاطي السياسي، وفي خلقٍ آليةٍ وطنيةٍ كبرى لتجسيد التآزُر والتكافل، وفي إشاعة قيمة الإنصاف من خلال رد الكثيرِ من المظالم عن أصحابها.
من جانبه، أكد رئيس التجمع الثقافي الإسلامي بموريتانيا وغرب افريقيا الشيخ محمد الحافظ النحوي، على أهمية التوحد والتآخي حول محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، معربا عن تقديره للعناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية للعلم والعلماء، والتي تجسدت بالرعاية الفائقة لهذا المؤتمر الذي يسعى لتوحيد الأمة الإسلامية على “محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم”، شاكرا الحضور على تواجدهم.
بدوره، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد عبد الكريم العيسي، إن هذا المؤتمر كان مناسبة لتذكر هدي الإسلام في أبهى وأسمى سيرته، تلك السيرة النبوية المطهرة التي علمتنا الرحمة بالخلق أجمعين، واليسر في الدين، والإعراض عن الجاهلين.
وشكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، السلطات الموريتانية على حفاوة الاستقبال التي حظي بها، وخاصة توشيحه من طرف فخامة رئيس الجمهورية.