الملك محمد السادس: أعتز بمغربيتي .. و"اللهم كثر حسادنا"
أمام مشهد يسوده اللون الأبيض لجلابيب مئات البرلمانيين، الذين بدوا كأن على رؤوسهم الطير، وبعد تلاوة آيات قرآنية تأمر بحفظ عهد الله وعدم نقض الميثاق، دعا الملك محمد السادس قبيلة نواب الأمة، عصر اليوم، إلى الاعتزاز بمغربيتهم ووطنهم أينما حلوا وارتحلوا.
وأظهر العاهل المغربي، في خطاب افتتاحه للدخول البرلماني الجديد، بأنه يشكل القدوة في هذا الصدد، مبرزا أن “أغلى إحساس في حياته هو اعتزازه بمغربيته”، قبل أن يدعو البرلمانيين إلى أن يعبروا عن هذا الاعتزاز بالوطن، ويجسدوه كل يوم في عملهم وخطاباتهم، وبيوتهم.
واستمر الملك في بسط رؤيته لمعنى حب الوطن كما ينظر إليه، وقال إن “من لا يدرك معنى حب الوطن، عليه أن يتابع ما يقع في العديد من دول المنطقة، فإن في ذلك عبرة لمن يعتبر”، مضيفا أن “الاعتزاز بالانتماء للمغرب شعور وطني صادق ينبغي أن يحس به جميع المغاربة”.
وتابع العاهل المغربي بالقول “إنه شعور لا يباع ولا يشترى، ولا يسقط من السماء. بل هو إحساس نبيل، نابع من القلب، عماده حسن التربية، على حب الوطن وعلى مكارم الأخلاق. إنه إحساس يكبر مع المواطن، ويعمق إيمانه وارتباطه بوطنه”.
ولفت خطاب الملك محمد السادس إلى أن الاعتزاز بالوطن “لا يعني الانغلاق على الذات، أو التعالي على الآخر، فالمغاربة معروفون بالانفتاح والتفاعل الإيجابي مع مختلف الشعوب والحضارات”.
وانتقل الخطاب إلى ما يتطلبه تعزيز الشعور بالاعتزاز بالوطن من الكثير من الجهد، والعمل المتواصل، لتوفير ظروف العيش الكريم، لجميع المواطنين، وتمكينهم من حقوق المواطنة، ولكنه يقتضي منهم أيضا القيام بواجباتهم”.
وعرج الملك إلى ما يحظى به المغرب من التقدير والاحترام، والثقة والمصداقية، جهويا ودوليا، فضلا عن صورته الإيجابية لدى شعوب العالم”، مشددا على أن هناك في المقابل جهات تحسد المغرب على مساره السياسي والتنموي، وأمنه واستقراره، ورصيده التاريخي والحضاري.
واسترسل الملك مستحضرا حديثا نبويا مفاده “اللهم كثر حسادنا”، حيث أشار إلى أن كثرة الحساد تعني كثرة المنجزات والخيرات، أما من لا يملك شيئا، فليس له ما يحسد عليه”، وفق تعبير العاهل المغربي.
وأبرز الخطاب الملكي أنه رغم مناورات الحساد ، فإننا حريصون على احترام ممارسة الحقوق والحريات، وبموازاة ذلك، فإن من واجبات المواطنة الالتزام باحترام مؤسسات الدولة، التي ترجع حمايتها للسلطات الحكومية والقضائية المختصة، وللمؤسسات الحقوقية، وهيئات الضبط”.
وأكمل الملك بالقول “لسنا ضد حرية التعبير، والنقد البناء، وإنما ضد العدمية والتنكر للوطن، فالمغرب سيبقى دائما بلد الحريات التي يضمنها الدستور”، مؤكدا أن المغرب “في حاجة لكل أبنائه، ولجميع القوى الحية والمؤثرة، وخاصة هيئات المجتمع المدني”.