تقرير يكشف رحلة نجاة الولد “شبو”
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والربع من صباح السبت الماضي، حينما قرر الولد أحمد ولد أحمدو الملقب شبو، الخروج مع أقرانه تجاه سد مدينته بومديد، بعد أن غمرته مياه الأمطار وبات يغري الأولاد بالسباحة..
وماهي إلا لحظات حتى وجد الطفل “شبو” نفسه جالسا على كتلة من الأسمنت، يلتحف السماء وسط طوفان من الماء الهادر، لايعترف بسنه ولانحافة جسمه..
حينها بدأت فصول قصة امتزج فيها الألم بالأمل، وخيم الإنتظار والترقب، طمعا في رحمة الله..
ثم جاءت طلائع الفرج.. لقد وصل الخبر إلى السلطات العليا في البلاد وضدر الأمر الفوري لبذل أقصى الجهود لإنهاء تلك المحنة.
هنا بدأت فصول قصة من التضحية والشجاعة..
يتذكر والد “شبو” أحمدو ولد هدي، تلك اللحظات الطويلة التي سبقت إنقاذ ابنه ويعترف بتأثير اتصال فخامة رئيس الجمهورية عليه وتأكيده له بأن فريقا متكاملا يستعد للانطلاق إلى عين المكان متسلحا بالإيمان والأمل ومتزودا بالمتاح من وسائل التدخل والإنقاذ..
يقول الوالد: “منحني ذلك الاتصال دفعا معنويا أعجز عن وصفه إلا أنني أذكر أني اندفعت أنادي على الولد أن اصبر وتشبث بالعزيمة والصبر، فمنقذوك بحول الله في الطريق إليك.. إياك إياك يا شبو أن تسمح للنوم بافتراسك.. إياك ثم إياك”.
ظل الوالد ينادي ابنه على هذا النحو حينا، ويرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير أحايين أخرى.. وساهم في رفع معنوياته وقوف جموع من مواطنيه معه متطلعين لنهاية سعيدة، تنسيهم لحظات الترقب والخوف..
يذكر الولد شبو من جهته تلك اللحظات العصيبة ويعترف لمندوب الوكالة الموريتانية للأنباء، بأنه كاد يفقد الأمل ويستسلم لقدره..
يقول شبو: “لقد عشت ساعات من الخوف والهلع وفقدان الأمل لا أذكر أني عشتها قبل ذلك، بل أشك أن أحدا في الدنيا قد عاش مثلها.. على كل حال أعتقد أنني لن أنساها مدى الحياة.. وأتمنى أن لا يعيشها أي كان”.
ويضيف: “لئن كنت لا أنسى تلك اللحظات الأليمة فإنني كذلك لا أنسى ولا يمكن أن أنسى صوت المروحية يتسلل إلى أذني قبل أن تظهر لي شيئا فشيئا.. ويرمى إلي منها حبل النجاة.. حمدت الله كثيرا أن في العمر بقية.. وأن هناك في بلدي من يتذكرني ويرق لحالي ويسارع إلى نجدتي..”.
يصف الولد شبو لحظات إنقاذه بنشوة وارتياح ويكرر امتنانه لرئيس الجمهورية ولفتية المرحوية كما يسميهم، ويتذكر باعتزاز لحظة تشبث أحدهم به ليصعدا شيئا فشيئا إلى داخل المرحوية، حيث الأمن والأمان وشيء من الطمأنينة اكتمل وقت الهبوط..
“شعرت أنني ولدت للتو..” يقول: شبو، يردف الوالد أحمدو ولد هدي: “كل الشكر والامتنان لرئيس الجمهورية وكل من هب للمساعدة.. لكل من تعاطف.. لا أراكم الله مكروها.