المدير الجهوي لانواكشوط الشمالية كما عرفته
شاءت الأقدار أن تكون الوجهة الاولى للتعليم سنة 1997ولاية آدرار وخصوصا وادي اتويزكت الجميل بأهله الكرماء، وأخص بالذكر الوالد المتميز الفضيل جيلي ولد انتهاه رحمه الله، وخليفته في الفضل والمجد محمد الامين ول انتهاه.
بعد ذلك بقليل افتتحت إعدادية اتويزكت ليكون محمد السالك ولد الطالب أول مدير لها، وقد سبقته سمعته الطيبة، ولا غرو فمن يعرف الوالد أحمدو ول الطالب والوالدة أمغيلي بنت السنهوري،رحمة الله عليهما، لا يستغرب ذلك النبت الحسن:
فهل ينبت الخطي إلا وشيجه @@@ وتغرس إلا في منابتها النخل
بدأت العلاقة ودية طيبة، -وفي السنوات الأخيرة توطدت العلاقة- فقد وسعنا بأخلاقه ولطفه وكرمه وكرم أسرته التي أصبحت ملاذنا في عاصمة الولاية أطار ، ورأينا فيه الجدية والدقة وحسن التنظيم، والتفاني في العمل والوطنية النادرة، فكان الملهم لنا في الجد والاجتهاد.
عين بعد ذلك مديرا لثانوية أطار وبعدها مديرا جهويا للتعليم في تكانت ثم لعصابه ثم اترارزة ثم انواكشوط الجنوبية ثم الشمالية.
غالبا ما كنت أحدث نفسي سرا- ولا زلت أحدثها -أن هذا الرجل يستحق مكانا كبيرا فهو رجل دولة، بجديته ونشاطه وبساطته، وكونه مقصدا لأصحاب الحوائج بمختلف أنواعها، فهو يستحق الكثير والكثير ولا أقل من وزير للتعليم.
له مواقف خالدة تدل على نبله وكرم محتده وتربيته النادرة، فقد أنصف المظلومين وكرم المستحقين، ولعل آخرها موقفه النبيل مع زميلنا ممادو عمار كلي، ووفائه بالتزامات المدير ابراهيم ولد الحسين، وتعيينه للمستشار محمد عيسى رئيسا لمركز في شهادة الدروس الإعدادية، ومنحه لعلاوة الطبشور لزميلنا محمد يحي بداهي...
والقائمة تطول، فلا يمكن حصر ولا عد ما يفعله من إنجازات عملاقة.
أبَت المُروءَةُ أن تُفارِقَ أهلَها@@@ إن المُروءَةَ في الكِرامِ خِصالُ
له موقف غريب وصعب ونادر وهو كونه لا يأبه ولا يعبأ بأعدائه ولا مناوئيه، لا يستحقون عنده نصف كلمة، وهذا أيضا راجع إلى تربيته السمحة، فكثيرا ما أسمع الوالدة رحمها الله تدعوه إلى الترفع عن مناكفة الحساد والرد عليهم، فلكل ناجح أعداء.
وكأنه يتمثل قول الشاعر:
اصبرْ على كَيدِ الحَسودِ فإنَّ صَبرَكَ قاتِلُهْ@@@ فالنَّارُ تأكلُ بعضَها إِنْ لَم تَجِدْ مَا تأكلُهْ.
أشهد أني شاهدت فيه نوعا نادرا من تطبيق قوله تعالى:" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " فبروره سجية غير مفتعل، فوالدته يقدرها ويحترمها كل التقدير والإحترام، لم يعص لها أمرا، وكذلك والده، رحمة الله عليهما.
ولعل هذه الترقيات من بركات ذلك البرور النادر.
ما زرته يوما وعدت خائبا، بل مبجلا ومقضي الحوائج، مع كثرتها وتشعبها.
"وما شهدنا إلا بما علمنا"
فجزاه الله عني وعن المسلمين خيرا، وأدامه ذخرا للإسلام والمسلمين.
الأستاذ سيد أحمد عبد الله أموه
أستاذ اللغة العربية إعدادية تيارت 4