البروفسير سيدي الشيخ يكتب عن .. المسألة الوطنية La question nationale
كل دول العالم بما فيها المتقدمة معرضة أحيانا لهزات تهدد حتى الكيان الوطني ككل.
بريطانيا العظمي United Kingdom مهد الثورة الصناعية تشهد سجالا حادا بين السكوتلنديين والايرلنديين والانكليز وبعضهم يطالب بالانفصال.
اسبانيا كذلك مهددة بالصراع بين الكاتالونيين والباسك والاسبان وكذلك العراق والسودان واتشاد والصين وتركيا والكونغو ورواندا وبوروندي واثيوبيا بل وحتى الولايات المتحدة الأمريكية USA قائدة معسكر الديموقراطيات في العالم تعيش صراعا مريرا ودمويا بين حملة السلاح البيض والسود والهيسبانيك وما حرب روسيا على أوكرانيا اليوم إلا تجل للصراع بين قوميتي الأكران والروس رغم أنهم كلهم من السلاف الأورتودوكس...
وبلادنا في هذا : إنها بخير ولا توجد أمارات على صراع بنويوي في القريب المنظور يهددها ولله الحمد رغم كل الفوكالات والتصريحات الأولية والمضادة ولكنها مثل كل الأمم معرضة نظريا للهزات الإجتماعية والشرائحية وحتى اللغوية...
إن معركتنا التي يجب أن نواجهها حقا هي معركة التنمية وعصرنة الدولة الموريتانية وهي التي يجب أن نخافها وننتصر فيها حتما لأن عدمها هو الذي يهدد مستقبل الوطن وخاصة الطبقات الضعيفة تاريخيا وتعليميا.
على الدولة أن تبدأ بكل أريحية مبدأ التمييز الإيجابي لصالح المحتاجين من جميع الطبقات دون أن تهمل إنشاء المصانع التي ستوفر العمل لهم والتعليم الذي سيربي أبنائهم والسكن اللائق الذي سيأوون إليه والنقل الحضري الذي سيستقلون والمرافق الصحية والثقافية التي يحتاجون لها.
بلادنا بخير ولكنها تحتاج للتطوير والبناء من أجل الجميع ولصالح الجميع وما نسمع هنا و وهناك هو ظاهرة صحية تنبه العقلاء أن الوطن كائن حي ينمو ويمرض ويبرأ وقد ينكسر في بعض الأحيان...
لا داعي للقلق مادام التكافل الإجتماعي الموجود بيننا سائدا ومادام الأمل في غد أحسن قائما وهذا هو دور الدولة التي يجب أن تقوم بأعمال كبرى جامعة وموحدة يجد كل مواطن فيها نفسه جنبا إلى جنب مع كل مكونات الشعب.
من هذه الإنجازات التي نريد من الدولة أن تبعثها هي الكفالات المدرسية الجامعة في القرى والأرياف Internat والخدمة الوطنية Service National التي تمهن وتدرب الشباب على الوطنية والمهن والاستعداد للدفاع عن الوطن وكذلك المشاريع السكنية والطرقية الكبرى ك "ترامواي نواكشوط" الذي سيحمل يوميا الجميع من طلبة ومرضى وتجار بين تقاطع مدريد والمطار ومن كل فئات الشعب.
هذا ما يرجوه الشعب من الحكومة ومن رئيس الجمهورية المنتخب حتى لا نترك فرصة لأي نشاز...
طاب يومكم وبالأمل نحيا ونلتقي ونرتقي...
سيدي الشيخ