الرئيس ولد الغزواني: الجفاف بتبعاته يعتبر عاملا في تحطيم المجتمعات ومضاعفة ظاهرة الهجرة غير النظامية
أوضح فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن موريتانيا عانت كما هو الحال في بلدان الساحل الأخرى، من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أدى إلى تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين.
وأضاف في خطاب ألقاه اليوم الاثنين أمام الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر التي احتضنتها مدينة أبيدجان، أنه مهما كانت خطورة الوضعية فهي بالتأكيد ليست قدرا محتوما، فما زال بإمكاننا دائما أن نتحكم في مصيرنا ونقلب الوضعية من خلال العمل على تأهيل التربة المتدهورة وحوكمة الموارد الطبيعية والتركيز على التكوين والإعلام ومحاربة الجفاف وتعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر.
وهذا نص الخطاب:
"صاحب الفخامة، السيد الرئيس، وأخي العزيز، الحسن واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار،
أصحاب الفخامة السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات،
صاحب الفخامة رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي،
صاحب الفخامة، السيد عبد الله شاهيد، رئيس الدورة ال 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة،
صاحبة الفخامة، السيدة آمينا محمد نائبة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة،
أصحاب الفخامة،
السيدات، والسادة،
أود، في البداية أن أشكر أخي وصديقي فخامة الحسن واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، على حرارة الاستقبال وكرم الضيافة، وأحيي جودة علاقات التعاون والصداقة والأخوة التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين.
كما أحيي الأمين التنفيذي سعادة السيد إبراهيم تاو وأهنئه على التنظيم الممتاز للدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
أصحاب السعادة،
سيداتي،سادتي،
تشير المعلومات المتاحة إلى أن تدهور الأراضي قد وصل إلى نسب تنذر بالخطر في جميع أنحاء العالم: فقد تدهور بالفعل ما يصل إلى هكتارين من كل خمسة.
وإذا لم يتم قلب هذا الاتجاه أو التأثير عليه فستواجه البشرية جمعاء مخاطر تتمثل في تدهور ما يعادل مساحة أمريكا الجنوبية بحلول عام 2050.
إن تدهور الأراضي يجعل اقتصاداتنا أكثر هشاشة وعرضة للخطر، ويهدد أمننا الغذائي ويضعف قدرة سكاننا على الصمود ويهدد نصف الاقتصاد العالمي، وقد تأثر فعلا شخص من كل فردين من هذا التدهور. كما أن النساء والأطفال يدفعون بدورهم ثمنا أكبر بفعل تدهور التربة.
ونتيجة لتغير المناخ وتأثيرات جائحة كوفيد – 19، فقد أخذت عواقب هذا التدهور وخسارة الإنتاج الزراعي بعدا لم يسبق له مثيل في العالم.
أصحاب الفخامة،
سيداتي، وسادتي،
لا شك أن الجفاف بتبعاته يعتبر عاملا في تحطيم المجتمعات ومضاعفة ظاهرة الهجرة غير النظامية كما يؤدي إلى تفاقم النزاعات والتوترات من أجل النفاذ إلى المياه والأراضي الخصبة.
لقدعانت موريتانيا كما هو الحال في بلدان الساحل الأخرى، من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أدى إلى تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين.
أصحاب الفخامة،
سيداتي، و ساداتي،
مهما كانت خطورة الوضعية فهي بالتأكيد ليست قدرا محتوما، فما زال بإمكاننا دائما أن نتحكم في مصيرنا ونقلب الوضعية من خلال العمل على تأهيل التربة المتدهورة وحوكمة الموارد الطبيعية والتركيز على التكوين والإعلام ومحاربة الجفاف وتعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر.
وفي هذا السياق يشكل السور الأخضر الكبير برنامجا رائدا يهدف إلى إعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة إلى دائرة الإنتاج، ويعزز برنامج الاستخدام الواسع للطاقة الشمسية في المناطق الريفية للحفاظ على الغذاء وإنشاء سلسلة القيم المحلية مع توفير ملايين الوظائف الخضراء التي ستفيد الشباب إلى حد كبير.
أصحاب الفخامة،
السيدات، والسادة،
إنه من خلال تثبيت الشباب في أماكنهم الأصلية ووضع وسائل الإنتاج وتوفير الثروات لهم، نحميهم من محاولات الهجرة غير النظامية ومن الإيديولوجيات المتطرفة، وبهذه الطريقة، نساهم أيضا في الأمن الغذائي لدولنا، الذي كشفت الأزمات العالمية الأخيرة هشاشته.
إن موريتانيا مصممة على التنفيذ السليم لمكونتها الوطنية والتي تم تضمينها بالفعل في خطة التعافي بعد جائحة كوفيد.
وهنا أوجه نداء إلى شركاء السور الأخضر الكبير أن يبحثوا مع الدول الأعضاء في المبادرة سبل تسريع تنفيذ البرنامج الميداني.
وفي هذا الإطار يتعين البحث عن إجراءات فعالة لتقصير الآجال وتسريع التنفيذ سواء على مستوى البلدان أو على مستوى الشركاء الدوليين، إذا كنا حقا نرغب في تحقق مجموعة الأهداف التي حددناها في أفق 2030.
إن تعزيز التعاون الدولي ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى ويجب علينا بشكل فردي وجماعي أن نستثمر في مجال مكافحة التصحر على نحو لم يسبق أن فعلناه من قبل، فلا يكفي فقط أن نجد حلولا مبتكرة، ولكن أيضا تطوير تضامننا بصورة أكثر فاعلية، فهذا ضروري لمستقبلنا المشترك.
أشكركم".