الرئيس ولد الغزواني أمام القمة الرابعة العادية لمبادرة السور الأخضر الكبير: على الرغم من محدودية مواردنا، فقد تمكنا خلال هذا العقد من تنفيذ مبادرتنا
ترأس فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الخميس عبر تقنية الاتصال المرئي، أشغال القمة الرابعة العادية لمبادرة السور الأخضر الكبير.
وألقى فخامته خطابا أمام القمة، أكد فيه أن المبادرة تمكنت خلال هذا العقد من تحقيق نتائج قيّمة، وطورت تقنيات استعادة الأراضي، ودعمت المبادرات لتثمين الموارد الطبيعية وخلق فرص عمل خضراء..
وفيما يلي نص الخطاب:
"أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،
فخامة السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية،
سعادة نائب الأمين العام للأمم المتحدة،
معالي السيد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،
السيدات والسادة ممثلو الهيئات الدولية والإقليمية وشبه الإقليمية،
سيداتي، سادتي،
أود في البداية أن أتوجه بخالص شكري إلى رؤساء الدول والحكومات وكذلك إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لمشاركتهم في هذه الدورة العادية الرابعة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير، وكذلك لقيادتها وجهودها المستمرة نحو تحقيق السور الأخضر الكبير.
وتشكل هذه المبادرة، التي أنشأناها معا لدعم التنمية المتكاملة والشاملة والمستدامة في المناطق الريفية، استجابة طموحة ومناسبة تماما للتحديات المناخية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة التي تواجه بلداننا.
كما تساهم استعادة النظم الإيكولوجية وتسييرها بشكل مستدام وفعال، في الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومكافحة التغيرات المناخية والحد من الفقر وعدم المساواة وتقليص الفوارق الاجتماعية.
وعلى الرغم من الموارد المحدودة، فقد تمكنا، خلال هذا العقد من تنفيذ مبادرتنا، ومن تحقيق نتائج قيّمة: لقد طورنا تقنيات استعادة الأراضي، ودعمنا المبادرات لتثمين الموارد الطبيعية وخلق فرص عمل خضراء، وقدمنا الدليل على أنه كان من الممكن بناء ديناميكية للتنمية المستدامة على مستوى المناطق الريفية.
ومع ذلك، فنحن واعون لضرورة التحسينات التي لا يزال علينا القيام بها، خاصة في مجال الحكامة وتعزيز القدرات التقنية والتعاون الإقليمي والاندماج والبحث العلمي.
أصحاب الفخامة،
سيداتي وسادتي،
في مواجهة تسارع أزمة المناخ واستمرار جائحة كوفيد - 19، التي أضعفت النسيج الاقتصادي لبلداننا وقدرة شعوبنا على الصمود، تظل أهداف السور الأخضر الكبير، أكثر أهمية من أي وقت مضى، لهذا يجب أن تكون هذه الأهداف جزءًا لا يتجزأ من خطط الانتعاش الاقتصادي وسياسات المناخ واستراتيجيات الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وبحماية غاباتنا واستعادة النظم البيئية وتطوير الطاقات المتجددة، تمكننا المساعدة في الحفاظ على نظام مناخي متوازن وبناء قدراتنا على الصمود في وجه الكوارث الطبيعية والصحية.
أصحاب الفخامة،
سيداتي سادتي،
يتعين علينا الآن تسريع وتوسيع تدخلات السور الأخضر الكبير، ولهذا، يجب علينا أن نصادق بسرعة على مشروعنا للخطة العشرية للاستثمار ذات الأولوية والتي تهدف بشكل خاص إلى استعادة مائة مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخزين 250 مليون طن من الكربون، وخلق عشرة ملايين وظيفة خضراء منتجة في أفق 2030.
إن تنفيذ هذه الخطة يتطلب تعبئة ما يقارب من 17 مليار دولار، لذلك يجب علينا، بشكل فردي وجماعي، تعزيز جهودنا في مجال الدعوة، على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، حتى تواكبنا المؤسسات الدولية بشكل أكثر فعالية، من خلال تمويلات أكثر أهمية وأفضل استهدافا، لا تؤدي إلى زيادة المديونية المفرطة لبلداننا.
في هذا السياق، نرحب بالتحالف الدولي الذي تم تشكيله في نهاية "قمة كوكب واحد حول التنوع البيولوجي" التي نظمتها فرنسا في 11 يناير 2021 في باريس، بالشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي.
وأود هنا أن أجدد شكرنا الحار لفخامة السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وكذلك لجميع شركائنا الماليين.
تم الإعلان عن 19 مليار دولار في إطار مبادرة تسريع تنفيذ السور الاخضر الكبير للفترة 2021-2025. هذه المبادرة الرائدة، التي شاركت في إطلاقها شخصيًا باسم نظرائي، تهدف إلى دعم وتوسيع الجهود الوطنية لتمكيننا من الارتقاء لتحقيق أهدافنا.
وعلى هامش الدورة 26 لمؤتمر الأطراف حول المناخ، خلال الجلسة رفيعة المستوى بشأن تسريع استعادة الأراضي المتدهورة في إفريقيا، جدد الشركاء التزامهم بدعم السور الأخضر الكبير وأعلنوا أن حوالي 48٪ من هذه الموارد قد تم الالتزام بها فعلا، ويجب أن نعمل الآن معًا لتعبئة موارد إضافية لمشاريع جديدة.
أصحاب الفخامة،
سيداتي سادتي،
خلال الدورة الحالية، سيتعين علينا دراسة واعتماد مشاريع القرارات المتعلقة بتوصيات الدورتين العاديتين السادسة والسابعة لمجلس الوزراء، وسنناقش أيضًا حالة تنفيذ مبادرة السور الأخضر الكبير، وحوكمتها وتمويلها، من أجل تقديم التوجيهات المفيدة لإزالة العقبات التي تواجهنا وتوحيد جهودنا بشكل أفضل، على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية.
ومع تأكيدي، مرة أخرى، على التزامنا القوي بمكافحة التصحر وتغير المناخ، بهدف تحسين قدرات الاقتصاد المحلي وضمان الأمن الغذائي في منطقة الساحل، أعلن افتتاح المؤتمر الرابع لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء للوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير.
وأشكركم".