الرئيس ولد الغزواني: سيساهم الجسر بالتأكيد في تعزيز التعاون والتكامل في إفريقيا
ألقى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الثلاثاء، في روصو (ولاية اترارزه)، خطابا بمناسبة وضع حجر الأساس لبناء جسر روصو.
وفيما يلي النص الكامل للخطاب:
"صاحب الفخامة صديقي وأخي العزيز السيد ماكي صال، رئيس جمهورية السنغال،
أصحاب المعالي، السيدات والسادة،
السيد نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية،
السيد رئيس البنك الأوروبي للاستثمار،
السيدات والسادة السفراء وممثلو المؤسسات الدولية
السيد والي منطقة سينلوي،
السيد والي اترارزه،
السيد رئيس المجلس الجهوي لاترارزة،
السيد عمدة بلدية روصو (السنغال)،
السيد عمدة بلدية روصو (موريتانيا)،
سيداتي وسادتي،
أود بادئ ذي بدء، يا فخامة الرئيس والأخ العزيز، أن أعبر لكم عن خالص شكري على قبولكم تشريفنا بحضور هذا الحفل لإطلاق أشغال بناء جسر روصو.
كما أعرب لكم عن سعادتنا وترحيبنا بكم وبوفدكم، هنا اليوم في وطنكم الثاني موريتانيا. وغني عن القول، أخي وصديقي العزيز، أنكم في بلدكم وبين أهليكم.
وكما تعلمون، فإن الجهود التي تم بذلها باستمرار لتكثيف وتنويع التعاون، وتجسيده في الواقع، يقوم بلدانا اليوم بإضفاء الصبغة الرسمية عليها، فالتبادل الاقتصادي وروابط الصداقة والأخوة، كانت دائما توحد بين شعبينا وتحكم مصير مجتمعاتنا قبل فترة طويلة من قيام دولتينا الحديثتين.
ذلك أن المواطنين في البلدين لم ينظروا يوما من الأيام إلى نهر السنغال باعتباره حاجزا يفصل بينهما في مبادلاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، وإنما باعتباره موردا مشتركا يغذي الروابط التي توحدهم ويردد صدى هذه الروح التي طالما احتفظ بها البلدان على المستوى الثنائي في إطار منظمة استثمار نهر السنغال، التي تقوم على إدارة وتسيير هذا النهر المبارك بكل عقلانية.
أصحاب المعالي، السيدات والسادة،
لا شك أن بناء هذا الجسر يستجيب لمطلب ملح وبناء، لتسهيل عبور دائم وتواصل سلس بين مدينتي روصو المتوأمتين ويعزز التبادلات الاقتصادية ويترجم فعلا تطلعات سكاننا لجعل تداول البضائع والأشخاص أكثر مرونة ويوطد روابط الصداقة والأخوة التي توحدهم. لقد ساهمت بالتأكيد، (العبارات) التي ظلت توفر حركة المرور النهرية بين مدينتي روصو التوأم بشكل كبير لعقود من الزمن في تسهيل حركة الأشخاص والبضائع، ولكن في السنوات الأخيرة، ونظرا للنمو السريع للنقل على هذا المحور المهم الذي يربط أوروبا والمغرب العربي وإفريقيا المتاخمة للصحراء، أصبح من الضروري إقامة بنى تحتية تتلاءم ومستوى كثافة التجارة وطموحاتنا المشتركة في النمو والتنمية المستدامة.
وسيمتد جسر روصو لمسافة 1.5 كيلومتر تقريبًا وبعرض 15 مترًا وطرق بطول 8 كيلومترات. وسيجعل التبادلات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا أكثر مرونة ويعززها بشكل كبير.
ويدخل بناء هذا الجسر ضمن الاتفاقية التي وقعناها مؤخرًا في انواكشوط في مجال النقل البري والتي سيسمح تفعيلها السريع بالقضاء على مسببات الازدحام على الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، سيساهم الجسر بالتأكيد في تعزيز التعاون والتكامل في إفريقيا من خلال إغلاق ممر النقل رقم 1 بين القاهرة وداكار.
لقد سمعت فعلا عن ممر لاغوس الذي يشكل حلقة مهمة، إلا أن هذا الممر سيتم إغلاقه بفعل بناء هذا الجسر.
ومن أجل إنجاز بناء جسر روصو الذي يبلغ تمويله حوالي 88 مليون أورو، يستفيد بلدانا من مساعدة معتبرة مقدمة من كل من البنك الإفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمارات والاتحاد الأوروبي.
وهنا أغتنم الفرصة لأعبر لهم عن امتناننا وشكرنا الخالص على مواكبتهم لنا في تنفيذ هذا المشروع وغيره من المشاريع في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
فخامة الرئيس،
سيداتي وسادتي،
قبل أن أختتم، أود هنا أن أكرر التزامي ببذل كل ما في وسعي لإنجاز هذا المشروع المهم بنجاح، وأن أجدد لصديقي وشقيقي الرئيس ماكي صال، تصميمي على العمل مع فخامته من أجل تعزيز التعاون أكثر فأكثر بين بلدينا وتقوية أواصر الصداقة والأخوة بين موريتانيا والسنغال.
عاش التعاون والصداقة والأخوة الموريتانية السنغالية.
وأشكركم".