عن الحرب والسلام في المغرب العربي والعالم
الحرب لا خير فيها وأفضل ما فيها هو نهايتها والتاريخ يعلمنا أن الحروب تبدأ عندما تعتقد الحكومات أن ثمن العداوة رخيص ! ولكن من المنثور أيضا أن السياسة حرب باردة والحرب سياسة ساخنة !
يكفي من الفوضى في منطقتنا ما هو واقع في شمال دولة مالي ولا نريد أن يتطور صراع النفوذ بين إخوتنا وأشقائنا في المغرب والجزائر إلى حرب أخرى لن تعود بأي فائدة على أي طرف بل ستسنتزف موارد كان الأجدى بها أن توجه لمعركة التنمية وتحسين ظروف المواطنين في كلا البلدين.
صحيح أن المراكز الاستراتيجية تستبعد حربا مفتوحة ولكنها لا تستبعد مناوشات محدودة بين هتين الدولتين الجارتين ولذلك نطلب من فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني أن يبدأ بمبادرة لرأب الصدع أو تثبيت الأوضاع على حالها بين أشقائنا رغم عزوف الجزائر عن أي وساطة. نريد من الرئيس وهو أهل لذلك أن يفتح قنوات إتصال خلفية بين زعماء البلدين بزيارات غير معلنة للصحافة والإعلام حتى يتمكن من إطلاق عملية سلمية طويلة المدى من أجل تقريب وجهات النظر المتباعدة منذ 1963 عندما بدأت المناوشات الحدودية لأول مرة بين البلدين وهنا لا بد من التذكير بما كتب الرئيس المؤسس المختار داداه حينما قال في مذكراته أنه كان يلعب دور القاضي بين البلدين و في جميع الأحوال فأفضل من يقوم بأي وساطة في الوقت الحالي هو موريتانيا التي تتمتع بعلاقات حسنة مع الجميع وهي محايدة أيضا منذ خرجت من صراع الصحراء سنة 1979.
توجد مناطق أخرى ساخنة للأسف على كوكبنا وهي قابلة للاشتعال في زمن قصير ومن أشدها اوكرانيا وتايوان والخليج العربي الفارسي ولكن هذه المناطق هي ضمن صراع الهيمنة للقوى الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا مما يجعلها أكثر تعقيدا من الصراع بين جيراننا الشماليين و يبقى الأمل موجودا وأكثر ما يخاف قد لا يقع...
طابت ليلتكم.
سيدي الشيخ