إفتتاح أول مركز دولي للقضاء على ختان الإناث في موريتانيا "مركز الامتياز"
تحت رعاية معالي وزير الصحة الموريتانية، تنظم الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة صباح يوم غد الإثنين 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بنزل نواكشوط بالعاصمة نواكشوط موريتانيا انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا، مؤتمراً لافتتاح أول مركز دولي للقضاء على ختان الإناث وهو "مركز الامتياز للقضاء على ختان الإناث" وذلك بالشراكة مع الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة -مكتب تونس- إقليم العالم العربي الممثل في موريتانيا بالجمعية الموريتانية لترقية الأسرة وبدعم من الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي.
يعد ختان الإناث دوليا انتهاكا لحقوق الإنسان الجسدية والنفسية، ومظهرا من مظاهر العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي وأكثر أشكال العنف تطرفا، حيث يؤثر على حياة أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة في العالم اليوم. ووفق تقارير دولية، من المتوقع أن يصل عدد الفتيات المعرضات لهذه الممارسة في خلال العقد المقبل إلى أكثر من 68 مليون فتاة. وقد أكدت وزارة الصحة الموريتانية أنه مع تراجع بعض الأوساط الاجتماعية عن ممارسة عادة الختان، إلا أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن ممارستها ما زالت تفوق 60% في بعض المناطق. ورغم تهديد وباء كوفيد-19 للتقدم المحرز دوليا في هذا المجال وتعطيله للجهود المتجهة نحو إنهاء هذه الممارسة، يأتي هذا المركز "مركز الامتياز للقضاء على ختان الإناث" ليكون مرجعا آمنا وموثوقا للنساء والفتيات الضحايا أو الناجيات من ختان الإناث من جهة، وللجمعيات الأعضاء بالاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة خصوصا في البلدان التي تنتشر فيها هذه الممارسة من جهة أخرى.
يهدف المركز أساسا إلى تقديم نموذج مثالي لتمكين جمعيات الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة خاصة منها الجمعيات الموجودة في البلدان التي مازالت تمارس ظاهرة ختان الإناث، من خلال محاور رئيسية أربعة وهي :
- بناء قدرات جمعيات الاتحاد، قابلات، إطارات صحية، مقدمي خدمات ومتطوعين، في إطار القضاء على ختان الإناث، بما في ذلك تثقيف المراهقين والشباب حولمخاطر هذه الممارسة؛ وتقاسم الخبرات وأفضل الممارسات والتجارب بين الجمعيات للقضاء على هذه الممارسة وكيفية التعلم من النجاحات ومواجهة التحديات المطروحة.
- التمكين الاجتماعي والاقتصادي لضحايا ختان الإناث والناجيات منه لتحسين مستقبلهن وذلك من خلال فتح آفاق جديدة لتمكين وتعزيز قدرات المرأة الضحية أو الناجية من هذه الممارسة، وحتى المرأة الممارسة لختان الإناث بحيث تساعدها هذه المشاريع الاجتماعية و/أو الاقتصادية على ترك هذا العمل.
- جودة الرعاية الصحية المقدمة في نفس هذا الإطار.
- وأخيرا الدعوة المبنية على الأدلة والبحوث والتقييم تنتهي بتحيين/بتحديث أو اعتماد تشريعات وسياسات لإنهاء ختان الإناث.
تستهل أعمال مؤتمر افتتاح "مركز الامتياز للقضاء على ختان الإناث" بكلمة لكل من معالي وزير الصحة الموريتانية، السيد سيدي ولد الزحاف، والسيدة مريم منت أحمد عيشة، رئيسة الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة، والدكتورة فدوى باخدة، مديرة مكتب تونس للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – إقليم العالم العربي. هذا وسيحضر هذا المؤتمر ممثلون عن صانعي القرار، برلمانيون، إعلاميون وممثلون عن منظمات غير حكومية دولية ووكالات متعددة الأطراف، وممثلون عن الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، أقاليم وجمعيات. ثم يختتم مؤتمر الافتتاح هذا بندوة صحفية تبدأ الساعة الثانية بعد الظهر من نفس اليوم.
ومن الجدير بالذكر أن إطلاق "مركز الامتياز للقضاء على ختان الإناث" يأتي تتويجا لنجاح مشروع "القضاء على ختان الإناث" الذي امتد لمدة ثلاث سنوات ونفذته جمعيات إقليم العالم العربي للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، وهي الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة في موريتانيا، وجمعية صحة الأسرة في صوماليلاند، وجمعية تنظيم الأسرة السودانية في السودان، وذلك بتمويل من الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي. كما يندرج إنشاء هذا المركز الدولي في إطار حرص الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة – مكتب تونس- إقليم العالم العربي على أهمية القضاء على ممارسة ختان الإناث ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز قيم ورؤية الاتحاد التي ترتكز على أن كل الناس أحرار في اتخاذ قرارات بشأن حياتهم، أجسادهم ومستقبلهم، في عالم خالٍ من التمييز.