الْبِطانَةُ عِمادُ حُكمِ الرّئيس :أيّ رئيسٍ / محمد يحيي ولد العبقري َ
لسنا هنا بصددِ التعْريفِ بالمعني المعجمي للبطانة ولا بإعطاءِ نماذجَ فى الموضوع بل نريدُ طرْقَ بابٍ متعلقٍ بمفهومٍ كثيرا ما يعتريه الخلْطُ والغموضُ فى التحديدِ والفهم.
يعتقد البعْضُ أن البطانة محصورةٌ فى الحكومة والمستشارين والأمنِ والصّحيحُ أنها أوسعُ وتشملَ كل من له القدرةُ على إيصالِ النّصْحٍ لرئيس الجمهورية تترتبُ عليه منفعةٌ ويصُدُّ ضررا متحققا في أي مجالٍ.
أضفْ لهؤلاء المسؤولين الأوائل من أحزاب الأغلبية ومن تكون له صلاتٌ وثيقة مع القصر أيا كانت مصادرتلك العلائق.
وبالطَّبعِ لكً أن تذكر على حقٍّ أفرادَ العائلة فهم فى كلّ بلدٍ قريبون من ما يجري ولهم من العطفِ والحنان ما يستحيلُ معه التلاعب بالأخبار التي يدلون بها.
وحيثُ يعتمدُ رئيسُ الجمهورية فى عمله ومتابعة الأحداثِ على المستشارين ومن يكلّفُهم بمهام وآخرين في الجانب الأمنيِّ فإن عملَ هؤلاء يكتسي أهمية بالغة فى نشْرِ الإنْصافِ فالرّئيسُ لا يُتَصَوَّرُ أن يحيطَ بكلّ شيءٍ وله من المشاغل الخارجية والدّاخلية الكثير .
فأوّلُ دورٍ لهؤلاء ينبغي أن ينصب إضافة إلى الجانب الأمني علي تعزيز العلاقة بين القاعدة والقمّة لتنموّ وتتعززَ أواصرُالثقة والرّضي.
ومن الوجاهة بمكان أن يتمّ ذلك بكلّ حكمةٍ وتبصُّرٍ بعيدا عن الأهواءِ والميولاتِ المختلفة فالرّئيسُ اختارهم لغرضٍ نبيلٍ ومن حقه عليهم وقد أخذ ميثاقهم أن يخلصوه النّصْحَ في كلّ الظروفِ.
ومن واجبهم أيضاالعملُ علي توسيع ِ دائرةِ مناصريه بمن فيهم من اقترعوا فى الجانب الآخرِ فالحلّ فى الجمْعِ لا في الاستعْداءِ:فالرّئيسُ يرأسُ الجميع بمن فيهم المعارضة المتطرّفة (حال وجودها)ومن ترشح ولم يفزْ وكل من ينتمي للوطن.
ولأن القرارات المتّخذة من قبله مبنية على مُقترحاتهم فينبغي أن تنالَ من الاجتِهادِ ما يجْعلُها تصْمُدُ أمامَ الانتقادِ والطّعْنِ والتأويلِ وأن تصُبّ فى جانبِ الحقّ لا تحيدُ عنه.
ومن ما يُعزّزُ دورَ البِطانةِ ويجعلُها فى خدمة الأمّةِ وعيُها بالمسؤولية الأخلاقيةِ والدّينية أيضا فهم مسؤولونَ وكتُبهم معدّة ومعروضة يوم الدّينِ وستأتيهم لا محالة من اليمين أومن غيره تبعا لسلوكهم.
ولا ينبغي أن تشكل البطانة طبقة عازلة تمنعُ غيرَها من الوصولِ للمسؤولِ الأوّلِ خاصة إذا عُلمَ أن المهمّة تتضمّن الشكوي من ضررٍ يُرادُ دفعُه فذاك من المستعجلات التي يُسرَعُ بشأنها خشية أن تتفاقمَ فكلما كان الإخبارُ أبْكرَ كان أفيَدَ.
وفى مجال ترقية الموظفين عليهم التّمعُنُ كي تتمّ استنادا على الجدارة والتجربة بحيث تكون اقتراحاتُهم ضد الغبن فى التعيين قاطعة العهدَ مع اعتماد الزمالة والقرابة وخطب الود ونحوه .
ومن واجب هؤلاء أيضا وقد خُصُّوا بأمانة ثقيلة أن يجتهدوا فى الإخْلاص وأن لا يقيموا أيّ وزن لما نُهُوا عنه فى شرعهم وتأباهُ حتي الأذواق العامة.ِ
ثم إنه من الوجاهة أيضا أن يُنظَرَ في جغرافيا الترقيات تماما كما يُفْعلُ فى البنى التحتية دونما مساسٍ بمبدإ الجدارة فبذاك يعم الخيرُ الجميعَ .
ولأن رئيس الجمهورية هو السّلطة العليا فمن واجبه التفطن لكافة القطاعات وإصدار التعليمات بالعدْل بين الناس واليقظة لأجل الاستجابة لذلك فوحدها العدالة يمكن أن تصل الجميعَ وأما غيرها فلا يعمّ مطلقا.
وهنالك خصائصُ إيجابٍ يُسْتحْسنُ توفرُها في البطانة ومنها المسايرة وعدم الصّدود عن الحقِّ وقبولُ الرأي الآخر والعطْف على الضعفاء والمظلومين.
كما أنه ومن واجب هؤلاء جميعا حملُ أفعال الشعْب وأقواله على البراءة فيقرأون التظاهرَ علي أنه إخبارٌ والمراسلات للرّئيس أنها بحثٌ عن إنصافٍ هذا بالطّبْعِ مع كاملِ الحيْطةِ في جميع الجوانبِ.
ومن المُحيّرِ أنك تلاقى مسؤولين من كلّ الدّرجات يخلقون من خلالِ تصرفاتهم قلاقلَ للنّظام والأجْدرُ أن يساعدوا في حلها ولو كانت من صُنْعِ غيرهم وفى قطاعات لا تتبعهم ,أليسوا جزءً من النّظام؟
لا أكون مبالغا إن ذهبْتُ إلى أن نجاحَ رّئيس الجمهورية في مهامه رهينٌ بمستوي صدْق وتفانى مَنْ هُمْ حوله من موظّفين فى شتى المجالات :السّياسية –الأمنية –الإجتماعية...
وكما أن الشّعرَ يرْفعُ ويضعُ فمثله البطانة تفعلُ ذلك أيضأ من خلالِ النّصح الأمين والإخبارِالصّادق بعيدا عن المؤثرات أيا كانت.
يُجمع الموريتانيون ووأنا معهم علي توفر النيّة الحسنة الصّادقة لدي رّئيس الجمهورية وعلى تجربته الواسعة وجمْعه بين المدنية والعسكرية والتقليد والحداثة وعليه فمن واجب الكل المساهمة فى إنجاح المسيرة لأن البلد يحتاجها عن عمق.
أدام الله عافيته على الجميع