أمة لا تحترم تاريخها لن تصل الى مستقبل مشرف

السلام عليكم 
بعد الاطلاع علي مخرجات مجلس الوزراء الاخير والإعلان عن قرار تغيير إسم المهرجان  من مهرجان المدن القديمة الي "مهرجان المدائن"  من طرف اربعة وزراء وبكل فخر واعتزاز!
كأنه إنجاز ضمني وحل جذري لما تعيشه هذه المدن التاريخية من عزلة وهجران!
راودتني فكرة الكتابة عن هذه المدن  بلسان حال ساكنيها الذين رابطوا عبر الزمن وراء جدرانها وتحت اشعة شمسها الحارقة  لأعراض نساء يسقين ابنائهن من عرق  جبين رجال ضحو بكل شيء من اجل بقاء اثر لهذه القلاع التي تطفي باشعاع العلم والثقافة علي الوطن كله.
حتي اصبحت مصدر فخر واعتزاز لكل من يتبوأ منصبا سياديا  فالبلد.... !
 فكيف يغيب عن اذهان هولاء  ان المدن القديمة ليست بحاجة الي من يتفاخر بتاريخها دون الاهتمام بحاضرها  والتخطيط لمستقبلها !
فيهي تعطي لكل من يذكرها هيبة وتمنحه قيمة مضافة   
ايها الوزراء المحترمون 
ان  امة لاتحترم تاريخها لن تصل الي مستقبل مشرف.!
ان فكرة المهرجانات  المستوردة الي المدن القديمة فكرة لا تخدم الا المقاولين والمنتجين من خارج  هذه المدن ...
حيث  يستيقظ سكانها علي وجوه غير مألوفة  وسيارات  فاخرة واضاءات وضجيج قادم في موكب بلاعنوان ..
لايحمل في شكله نموذجا تربويا يستفيد منه السكان  ولا اسلوبا اخلاقيا يحتذي به ! حتي انه لا يحاكي التراث الأصيل الذي بنيت هذه المدن علي اساسه!

ولكن كرم  الضيافة  الذي ارتوت به هذه الارض يجعل كل من يقوي علي الوقوف يقف منهكا في استقبال هذا الحدث الذي اريد له ان يكون دعما فصار حملا علي المدينة وسكانها ...!

حيث تعيش المدينة اسبوع من البذخ والتبذير  وتهدر اموال طائلة من ميزانية الشعب في غير محلها وفي مدة قصيرة تطوي بعدها الخيام وينطفئ الضوء وتبقي المدينة خاوية علي عروشها كمدينة اشباح .... مليئة بالقمامة ..
وتتأثر البيئة من انبعاث الغازات الصادرة من دخان السيارات كما تتشقق المباني التاريخية اثر الاهتزازات البهلوانية لها...
 ايها الوزراء المحترمون 
ان من الاجدر بمن يريد اقامة مناسبات تخدم هذه المدن التركيز علي انشاء معارض دائمة، 
ومراكز ثقافية لحماية التراث ودعم سكانها وتشجيع المحافظة علي نمط حياتها حتي تكون متاحف مفتوحة .... ودائمة.
لخلق تراكمات في المسيرة الثقافية و الاجتماعية لها. مما يضمن المحافظة علي تراثها الشعبي والثقافي ..
وضخ الاموال في مشاريع تنمويه تتماشي والنموذج التاريخي للمدينة ..
وبهذا يمكن لكل مدينة ان تنتج مهرجاناتها حسب طابعها التاريخي والفني دون اي تدخل خارجي اصطناعي اقرب هو للمهرجانات السياسية من هو ثقافي ..
وفي الاخير تكون المدينة التاريخية سيدة الموقف وتستقطب الزوار بكل افتخار واعتزاز ...!
مما يخلق تنافس اجابي بين المدن كل وطابعه الفني والثقافي ..
ونبتعد عن المهرجانات الموسمية المستوردة  ...!

تحياتي 
المهندس احمد اعمر

10 September 2021