الحمد لله الذي بيده تصريف الأمور

بعد 22 شهراً قضيتها على رأس إدارة ميناء تانيت، وهي مسؤولية تحملتها بكل وعي وإخلاص وإيمان، ها أنا اليوم أستعد لتسليم المشعل.
أحمد الله تعالى على أن وفقني لأداء هذه المهمة في مؤسسة وُلدت في ظروف صعبة، وكانت تفتقر إلى الكثير لكي تنهض وتستمر. لقد كانت فترة مليئة بالتحديات اليومية من أجل الحفاظ على وجود ونشاط هذا الميناء.
وأتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني على الثقة التي لم يتوقف عن منحي إياها، من خلال المسؤوليات التي كلفني بها: من المدير العام المساعد لوكالة ترقية الاستثمارات، إلى مترشح لعمدة نواذيبو، ثم مديراً عاماً لميناء تانيت، واليوم مكلفاً بمهمة في وزارة الصيد.
كما قلت لفخامته ذات يوم: أنا جندي في خدمة الدولة، وسأظل أحرص على أن أكون في مستوى كل مهمة توكل إليّ.
أشكر من أعماق قلبي جميع موظفي الميناء، ومستخدميه، وأعضاء مجلس إدارته، الذين عشت معهم هذه الفترة المكثفة. النجاحات تُنسب إليكم، أما الأخطاء والتقصير فهما مسؤوليتي وحدي، وأنا أتحملها كاملة.
لقد عملنا سوياً بجهد متواصل، رغم الظروف المالية الصعبة، والعراقيل الإدارية واللوجستية الكثيرة. ومع ذلك، حافظنا على سير المرفق، وصنّا هذه البنية التحتية، والأهم أننا عملنا بشفافية ونزاهة. تقرير المفتشية العامة للدولة، الذي توصلنا به مؤخراً، لم يسجل أي اختلاس أو فساد أو سوء تسيير. وهذه هي أكبر شهادة أعتز بها.
أتمنى التوفيق والسداد لخلفي اخي و صديقي منذواكثر من ٢٠ سنة علي ولد الساموري ، وأضع نفسي رهن إشارته، لأساعده وأقدم له كل ما قد يسهم في أن يُدير هذه المؤسسة الحيوية للبلد بشكل أفضل مما فعلت.
وفي الختام، أطلب الصفح من كل من أسأت إليه دون قصد، أو تضرر من قرار اتخذته خلال هذه الفترة. لم تكن نيتي يوماً أن أسيء، وإنما أن أحسن.
شكراً على هذه التجربة، شكراً على هذه المدرسة، وشكراً على هذه الثقة.
أحمد خطري
المدير العام السابق لميناء تانيت
مكلف بمهمة بوزارة الصيد والاقتصاد البحري